كتاب تحفة الأبرار بنكت الأذكار للنووي

اسمِ رَبِكًَ الأَعلى) لأن فيها (وَنُيسِرُكَ لِليُسرى) وفي الثانية (وَاللَيلِ إِذا يَغشى) لأن فيها (فَسَنُيَسِرُهُ لِليُسرى) ، قال العبسي: وحكى شيخنا طريف بن محمد الجبري عن بعض السلف أنه كان يقرأ في الأولى (وَرَبُكَ يَخلُق ما يَشاءُ وَيَختار) إلى قوله: (لَه الحُكمُ وَإِليهِ تُرجَعون) ، وفي الثانية (وَما كانَ لِمؤمِنٍ وَلا مُؤمِنةٍ) إلى قوله: (وَكانَ أَمرُ اللَهِ قَدراً مَقدوراً) .
قوله: وإذا استخار مضى بعدها لما ينشرح له صدره.
قال العراقي: كأنه أخذه من حديث أنس الذي ذكره بعده وهو حديث ضعيف جدا فلا حجة فيه، وقد خالفه الشيخ عز الدين بن عبد السلام فقال: إنه يفعل بعد الاستخارة ما أراد، وإنما يقع به الاستخارة فهو الخيرة، وقد يستدل لما قاله الشيخ عز الدين بما في حديث ابن مسعود عند الطبراني فإنه قال بعد ذكر دعاء الاستخارة: ثم يعزم أي على ما استخار عليه، وهو حديث ضعيف إلا أن راويه ضعيف لم يتهم بالوضع فهو أصلح من راوي حديث أنس.
قال: وإذا قلنا بما ذكره النووي من أنه يفعل بعد الاستخارة ما ينشرح له فلا ينبغي أن يعتمد على انشراح كان له فيه هوىً قبل الاستخارة، بل ينبغي للمستخير ترك استخارة رأيا، وإلا فلا يكون مستخيرا بل يكون مستخيرا لهواه، ويكون غير صادق في طلب الخيرة، وفي التبري من العلم والقدرة وإثباتهما لله تعالى، فإذا صدق

الصفحة 85