كتاب إثبات علو الله ومباينته لخلقه والرد على من زعم أن معية الله للخلق ذاتية

الجملة الثانية من الجمل التي تعلق بها المردود عليه: قولُ شيخ الإسلام ابن تيمية في جواب له في صفحة 231 من المجلد الخامس من مَجموع الفتاوى: فهو - سبحانه - مع المسافر في سفره، ومع أهله في وطنه، ولا يلزم من هذا أن تكون ذاته مُختلطة بذواتهم - إلى أن قال: فالله عالم بعباده وهو معهم أينما كانوا، وعِلمُه بهم من لوازم المعية، ثم قال: فمدلول اللفظ مرادٌ منه، وقد أريد أيضًا لازم ذلك المعنى، فقد أريد ما يدل عليه اللفظ في أصلِ اللغة بالمطابقة وبالالتزام، فليس اللفظ مستعملاً في اللازم فقط، بل أريد به مدلوله الملزوم وذلك حقيقة.
والجواب أن يقال: إنَّ المردود عليه قد اختصر كلام شيخ الإسلام، وترك جملةً من أوله فيها بيان المراد من كلامه في المعية، وأنَّها معية العلم لعموم العباد، ومعية النصر والتأييد والكفاية لأنبياء الله وأوليائه، وهذا نص كلام شيخ الإسلام قال: وأما القسم الرابع، فهم سلف الأمة وأئمتها أئمة العلم والدين من شيوخ العلم والعبادة، فإنَّهم أثبتوا وآمنوا بجميع ما جاء به الكتاب والسنة كله من غير تحريف للكلم، أثبتوا أن الله - تعالى - فوق سمواته، وأنه على عرشه، بائن من خلقه، وهم منه بائنون، وهو أيضًا مع العباد

الصفحة 130