كتاب إثبات علو الله ومباينته لخلقه والرد على من زعم أن معية الله للخلق ذاتية

جاء في الصفات، وهو ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فإنَّه يَجب الإيمان به وإمراره كما جاء، قال الأوزاعي: سئل مكحول والزهري عن تفسير الأحاديث - أي: التي جاءت في الصفات - فقالا: أمرُّوها كما جاءت، رواه الخلال في كتاب "السنة"، ونقله شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتوى الحموية الكبرى".
وروى الخلال أيضًا عن الوليد بن مسلم قال: سألت مالك بن أنس، وسفيان الثوري، والليث بن سعد، والأوزاعي عن الأخبار التي جاءت في الصفات، فقالوا: أمروها كما جاءت، وفي رواية فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيف، وقد نقل هذه الرواية أيضًا شيخُ الإسلام ابن تيمية في "الفتوى الحموية الكبرى"، ثم قال: والزهري ومكحول هما أعلم التابعين في زمانهم، والأربعة الباقون أئمة الدنيا في عصر تابعي التابعين، ونقل الشيخ أيضًا عن أبي سليمان الخطابي أنه قال في رسالته المشهورة في "الغنية عن الكلام وأهله": فأمَّا ما سألت عنه من الصفات وما جاء منها في الكتاب والسنة، فإنَّ مذهب السلف إثباتُها وإجراؤها على ظواهرها، ونفي الكيفية والتشبيه عنها؛ انتهى.
وإذا علم هذا، فليس من مذهب السلف أنَّ معية الله لخلقه معية ذاتية، ولم يقل ذلك أحد من علماء أهل السنة والجماعة فيما

الصفحة 138