كتاب إثبات علو الله ومباينته لخلقه والرد على من زعم أن معية الله للخلق ذاتية

والحفظ والإعانة، وليس في كلامه ما يتعلَّق به من زعم أنَّ معية الله لخلقه معية ذاتية.
الجملة السادسة من الجمل التي تعلق بها المردود عليه: قولُ ابن كثير في تفسير سورة الحديد: أيْ: رقيب عليكم، شهيد على أعمالكم حيث كنتم، وأين كنتم من بَرٍّ أو بَحر، في ليل أو نَهار، الجميع في علمه على السَّواء وتحت سمعه وبصره، فيسمع كلامكم، ويرى مكانكم، ويعلم سِرَّكم ونَجْواكم، وقال في سورة المجادلة: وقد حكى غيرُ واحد الإجماعَ على أنَّ المراد بهذه الآية معية علمه، ولا شك في إرادة ذلك، ولكن سمعه أيضًا مع علمه بهم وبصره نافذ فيهم، فهو سبحانه مطلع على خلقه، لا يغيبُ عنه من أمورهم شيء؛ اهـ.
والجواب أن يقال: ليس في كلام ابن كثير ما يتعلَّق به من زعم أنَّ معية الله لخلقه معية ذاتية، وفيما ذكره ابن كثير من الإجماع على أنَّ المعية معية العلم أبلغ رد على صاحب الزعم المخالف للإجماع.
وأمَّا قول المردود عليه بعد ما ذكر كلامَ شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن كثير وابن رجب، ففي كلام هؤلاء العلماء

الصفحة 140