كتاب إثبات علو الله ومباينته لخلقه والرد على من زعم أن معية الله للخلق ذاتية

الله - صلى الله عليه وسلم - خطب النَّاس في بطن الوادي، وقال في آخر خطبته: ((وأنتم مسؤولون عني، فما أنتم قائلون؟))، قالوا: نَشهد أنَّك قد بلَّغت، وأدَّيت، ونَصَحت، فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء، وينكبها إلى الناس: ((اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد))؛ رواه مسلم وأبو داود وابن ماجه.
وفي رفع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أصبعه إلى السماء دون سائر الجهات أبلغُ ردٍّ على من زَعَمَ أنَّ معية الله لخلقه معية ذاتية.
ومِمَّا يُرَدُّ به عليه أيضًا ما جاء في حديث الأَوْعَال: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال بعد أنْ ذكر سبعَ سَموات، بين كل سماءَيْن مسيرةُ خمسمائة عام، وكِثَفُ كُلِّ سماء مسيرةُ خمسمائة عام، قال: ((وفوق السماء السابعة بَحر بين أسفله وأعلاه، كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال، بين ركبهن وأظلافهن كما بين السماء والأرض، ثم فوق ذلك العرش بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض، والله - تبارك وتعالى - فوق ذلك، وليس يَخفى عليه من أعمال بني آدم شيء))؛ رواه الإمام أحمد والحاكم من حديث العَبَّاس بن عبدالمطلب - رضي الله عنه - وصَحَّحه الحاكم والذَّهبي، وقد رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم والبيهقي في كتاب: "الأسماء

الصفحة 22