كتاب إعراب القراءات السبع وعللها ط العلمية

وقرأ عاصمٌ وابن عامر كلُّ ذَلِكَ بالخفض.
وقرأ الباقون كليهما بالرَّفع.
فمن خفض أبدل من قوله: «جزاء من رَبِّكَ»، «ربِّ السَّماوَاتِ}
{الرَّحْمَنِ» ومَنْ رفع استأنف.
وأما حمزة وأصحابه فإنه أَبدل «ربِّ» من «ربّ» ورفع «الرَّحْمَنُ» بالابتداء، «وَمَا بَينَهُمَا» الخبرُ وكلُّ ذَلِكَ صوابٌ.
وقولُه تَعَالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ}.
يُقال: إنّ الرُّوحَ مَلَكٌ من أَعظمِ خَلْقِ اللهِ، وهو أول ما خَلَقَ اللَّه. وهو الَّذِي قَالَ: {ويسئلونك عَنِ الرُّوْحِ} هَذَا قولُ مُقاتل. قَالَ: وجهه وجهُ آدمي ونِصفه من نارٍ ونصفه من ثلجٍ يسبح بحمد ربِّه، يَقُولُ: ربِّ كما أَلَّفتَ بين الثَّلج والنَّار فلا تذيب هَذِهِ هذا، ولا يطفئ هَذَا هَذِهِ، فألِّف بين عبادك المُؤمنين. وقولُه: {لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطابًا} يعني: المُناجاة إِذَا وقفوا للحساب.

الصفحة 486