كتاب إعراب القراءات السبع وعللها ط العلمية
أَنبأهم الرَّسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أمرِ الآخِرَةِ.
وقيلَ: «يُؤْمِنُوْنَ بِالْغَيْبِ» أي: بالله. وقيل: «الغَيْبُ»: القيامةُ. والعربُ تَسمّى الليلَ غيبًا لظُلمته وسَتْره، وأنشدَ يَصِفُ صائِدَ الضَبّ:
حَتَّى إِذَا الغَيْبُ وَارَاهُ وَقَدْ قَدَرَتْ ... كفٌّ عَلَيْهِ وَكَانَ اللَّيلُ قَدْ قَدَرَا
أي: كَانَ اللَّيْلُ مقدارًا لِنَجاته. والغيب: القلب، فقيل «يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ» أي:
بقلوبهم لا بألسنتهم كالمُنَافقين وينشد:
وبِالغَيبِ آمَنَّا وَقَدْ كَانَ قَوْمُنَا ... يُصَلُّونَ للَأوثَانِ قَبْلُ محمدا
الصفحة 495