كتاب إعراب القراءات السبع وعللها ط العلمية
وأَصلى غيره، وإنما جاء صَلَّاهُ غيره شاذًا. قَرَأَ الَأعمش: «فسوف نَصْلِيه» بفتح النُّون فعلًا للثلاثي.
وقولُه تَعالى: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ}.
قَرَأَ ابنُ كثيرٍ وحمزةُ والكِسَائِيُّ: «لتركَبن» بفتح الباء عَلَى خطاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أي: لتركبنَّ يا مُحَمَّد أنت حالًا بعد حالٍ، وسماءً بعد سماءٍ، والطَّبق:
أطباق السماءِ، والطَّبق - فِيْ غير هَذَا -: طبق الرّطب، وغيره، والطبق: ساعةٌ من اللَّيل. تقولُ العربُ: مضى طبقٌ من اللَّيْلِ، وطَبِقٌ، وطَبِيْقٌ.
وقرأَ الباقون: «لَتَرْكَبُنَّ» بضمِّ الباءِ عَلَى خطاب الجَميع، والَأصلُ: لتركبون فَسَقَطَتِ الواوُ لسكونها وسكونِ نونِ التأكيد؛ لأنَّ كلَّ حرفٍ مشدَّدٍ حرفان، الأولُ ساكنٌ، واللَّامُ لامُ التأكيدِ وجوابُ القَسَمِ، والنُّون للتأكيد.
وقرأ عُمَرُ بْن الْخَطَّاب: «لَيَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ» بالياء، أي: ليَركبن يا مُحَمَّد سماءَ بعدَ سماءٍ.
وصليتُ خلفَ ابنِ مجاهدٍ فوقف عَلَى {فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} وابتدأ {إلا الذين آمنوا} فقلت له: - لما انفلت - وقفتَ عَلَى الاستثناء. قَالَ: لأنُّه استثناءُ منقطعٌ بمعنى لَكِنِ الَّذِيِْنَ آمَنُواْ.
وصلَّيْتَ خلفَ مُحَمَّد بْن القاسم الَأنْبَاْرِيِّ عَلَيْهِ أيضًا فسأَلته فأجابَ بمثلِ جوابِ ابنِ مجاهدٍ.
الصفحة 502