كتاب إعراب القراءات السبع وعللها ط العلمية
ومن سورة «أرأيت»
قَرَأَ نافعٌ: «أَرَايتَ» بتليين الهمزةِ.
وقرأ الكِسَائِيُّ بتركِ الهَمزة: «أَرَيتَ» وَقَدْ ذكرتُ علته فِيْ سورة الأنعام.
وقرأ ابنُ مَسْعُودٍ: «أَرَأَيتُكَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ» وَقَدْ ذكرتُه أيضًا.
وقرأ الباقون: «أَرَأَيْتَ» بالهمزِ.
وقولُه تَعَالى: {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ اليَتِيمَ}.
اتفقَ القُراءُ عَلَى تشديد العَين؛ لأنَّه من دَعّ يَدُعُّ أي: دَفَعَ، كما قَالَ تَعالى: {يَومَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ} وإنَّما ذكرته لأنَّ أبا رجاء قَرَأَ: «فَذَلِكَ الَّذِي يَدَعُ اليَتِيمَ» بفتح الدَّالِ وتخفيفِ العَين، أي: يترك.
واتَّفقوا أيضًا عَلَى «يُرَاءُونَ» بعدَ الرَّاءِ أَلِفٌ، وبعدَ الألفِ همزةٌ مثل: يراعون، وإنما ذكرته لأن ابنَ أَبِي إِسْحَاق الحضرميَّ قَرَأَ: «الَّذِيِْنَ هُمْ يُرؤُّنَ» بتشديد الهمزة مثل يرعُّون، وهي لغةٌ، يُقال: رَأَيْت ورأَيتُ، يُرَائِي، يُرَئَّى بمعنى واحدٍ، ومعنى {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}، فَقَالَ: والله ما تركوها ولكن أزالوها عنْ مَواقيتها، {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} قيل: الزَّكاة. وقيل: النارُ والفأسُ والمِلحُ، ونحوه.
الصفحة 547