كتاب ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل (اسم الجزء: 1)

والجواب عنه: أنه لما تقدم ذكر اليوم الآخر فى غير ما آية من أول هذه السورة إلى ابتداء قصة نوح وقد تضمن ما ذكر من ذلك من أهوال ذلك اليوم ما يعظم أمره كقوله: "والوزن يومئذ الحق ... "الآية، وقوله: "قال ادخلوا فى أمم من قبلكم من الجن والإنس فى النار "الى قوله: "فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون " وقوله: "إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ... "الآية قوله: "ونادى أصحاب الجنة ... "الآية وقوله: "إذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار "الى قوله: "ولا أنتم تحزنون " وقوله: "ونادى أصحاب النار ... "الآية
وقوله: "هل ينظرون إلا تأويله " فلما تقدم من أهوال هذا اليوم ما لم يتقدم فى السورتين الأخريين ناسبه من مقالات نوح لقومه: "إنى أخاف عليكم عذاب يوم عظيم " وناسب قوله: "ما لكم من إله غيره " قول الممتحنين: "فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا " وأما افتتاح الآية بأمرهم بالعبادة فبين وأما آية هود فافتتاح دعاء نوح قومه فيها بقوله: "إنى لكم نذير مبين " يناسب قول نبينا صلى الله عليه وسلم للعرب فى إخبار الله تعالى عنه: "إننى لكم منه نذير بشير " قوله سبحانه: "إنما أنت نذير " وأما قوله: "إنى أخاف عليكم عذاب يوم أليم " فمناسب لقوله تعالى على لسان نبينا عليه السلام لقومه ممن خاطبه وشافهه: "وإن تولوا فإنى أخاف عليكم عذاب يوم كبير "وقوله: "ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم "وقوله: "ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده "فتكرر ذكر العذاب يناسبه ما ختمت به آية دعاء نوح عليه السلام من قوله: "إنى أخاف عليكم عذاب يوم أليم "وأما آية المؤمنين فالجواب عنها ما تقدم منجرا فى الجواب عن السؤال الأول وتحصل من أنه حكى من مقالاته عليه السلام فى كل سورة من هذه الثلاث ما يجرى مع ما اتصل به ويناسبه حسبما تبين ولم يكن ليناسب ورود ما فى سورة منها ما ورد من ذلك فى الأخرى والله أعلم بما أراد.
والجواب عن السؤال الرابع: قد انجر فيما تقدم وعن الخامس أن ندائهم فى السورتين لا كلام فيه لجريانه على ما ينبغى فإنما يسأل عن سقوط ذلك فى سورة هود؟ ووجهه أن ذلك جار مع ما افتتحت به السورة من قوله على لسان نبينا عليه السلام: "ألا

الصفحة 191