كتاب بحر الفوائد (المشهور بمعاني الأخبار) للكلاباذي - ط السلام ت زكي (اسم الجزء: 1)

(ق173ب)
605 - وَقَدْ قَالَ عليه السلام: " أَنَا خَطِيبُهُمْ إِذَا وَفَدُوا , وَأَنَا شَفِيعُهُمْ إِذَا حُبِسُوا , وَأَنَا مُبَشِّرُهُمْ إِذَا أُبْلِسُوا وَلَا فَخْرَ ".
حَدَّثَنَاهُ حَاتِمُ، حَدَّثَنا يَحْيَى، حَدَّثَنا الحماني، حَدَّثَنا عَبْدُ السَّلَامِ , عَنْ لَيْثٍ , عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
606 - وَحَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَعْقِلٍ، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا أَبُو عَوَانَةَ , عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: " يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا عَلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا فَيَأْتُونَ آدَمَ عَلَيْهِ السلام، فَيَقُولُونَ: أَنْتَ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ , وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ فَاشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّنَا , فَيَقُولُ: لَسْتُ هناكم , وَيُذْكَرُ خَطِيئَتَهُ , ائْتُوا نُوحًا عَلَيْهِ السلام أَوَّلَ رَسُولٍ بَعَثَهُ اللَّهُ تعالى فَيَأْتُونَه فَيَقُولُ: لَسْتُ هناكم , وَيَذْكُرُ خَطِيئَتَهُ , ائْتُوا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي اتَّخَذَهُ اللَّهُ خَلِيلًا , فَيَأْتُونَهُ فَيَقُولُ: لَسْتُ هناكم , وَيُذْكَرُ خَطِيئَتَهُ , ائْتُوا مُوسَى الَّذِي كَلَّمَه اللَّهَ تعالى فَيَأْتُونَهُ , فَيَقُولُ: لَسْتُ هناكم , فَيُذْكَرُ خَطِيئَتَهُ , ائْتُوا عِيسَى فَيَأْتُونَهُ , فَيَقُولُ: لَسْتُ هناكم , ائْتُوا مُحَمَّدًا فَقَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ , فَيَأْتُونَنِي فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَإِذَا رَأَيْتُهُ وقعتُ (ق174أ) سَاجِدًا , فَيَدَعُنِي مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُقَالُ: ارْفَعْ رَأْسَكَ , سَلْ تُعْطَهْ , وَقُلْ تُسْمَعْ , وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ , فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَحْمَدُ رَبِّي بِتَحْمِيدٍ يُعَلِّمُنِي , ثُمَّ أَشْفَعُ فَيَحُدُّ لِي حَدًّا ثُمَّ أُخْرِجُهُمْ مِنَ النَّارِ فَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ , ثُمَّ أَعُودُ فَأَقَعُ سَاجِدًا مِثْلَهُ فِي الثَّالِثَةِ أوَالرَّابِعَةِ حَتَّى مَا بَقِيَ في النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ الْقُرْآنُ ". فكان قتادة يقول عند هذا: أي وجب عليه الخلود.

الصفحة 523