كتاب بحر الفوائد (المشهور بمعاني الأخبار) للكلاباذي - ط السلام ت زكي (اسم الجزء: 1)
(ق175أ)
609 - حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّشَادِيُّ، حَدَّثَنا أَبُو بَكْرِ محمد بْنُ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ الطَّرَسُوسِيُّ، حَدَّثَنا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قال: " كَانَ لِي ابْنُ أَخٍ يَتَعَاطَى الشَّرَابَ فَمَرِضَ فَبَعَثَ إِلَيَّ لَيْلًا أَنِ الْحَقْ بِي فَأَتَيْتُهُ، فَرَأَيْتُ أَسْوَدَيْنِ قَدْ دَنَيَا عَنِ ابْنِ أَخِي , فَقُلْتُ: إِنَّا لِلَّهِ , هَلَكَ ابْنُ أَخِي , فَاطَّلَعَ أَبْيَضَانِ مِنَ الْكُوَّةِ الَّتِي فِي الْبَيْتِ , فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: انْزِلْ إِلَيْهِ , فَنَزَلَ إِلَيْهِ , فَلَمَّا نَزَلَ تَنَحَّى الْأَسْوَدَانِ فَجَاءَ فَشَمَّ فَاهُ , فَقال: مَا أَرَى فِيهِ ذِكْرًا، ثُمَّ شَمَّ بَطْنَهُ فَقال: مَا أَرَى فِيهِ صَوْمًا , ثُمَّ شَمَّ رِجْلَيْهِ فَقال: مَا أَرَى فِيهِمَا صَلَاةً , فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: إنا لله، رَجُلٌ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ لَيْسَ مَعَهُ مِنَ الْخَيْرِ شَيْءٌ؟ فقال لصاحبه: ويحك عُد فانظر. فعادَ فشمَّ بطنه، فقال: ما أرى فيه صوما، ثم عاد فشمَّ رجليه، فقال: ما أرى فيهما صلاة. قال: ويحك، رجلٌ من أمة محمد ليس معه من الخير شيء. اصعد حتى أنزل أنا، فنزل الآخر , فَشَمَّ فَاهُ , فَقال: مَا أَرَى فِيهِ ذِكْرًا , ثُمَّ شَمَّ بَطْنَهُ , فَقال: مَا أَرَى فِيهِ صَوْمًا , ثُمَّ َشَمَّ رِجْلَيْهِ , فَقال: مَا أَرَى فِيهِمَا صَلَاةً، قال: ثُمَّ عَادَ فَأَخْرَجَ لِسَانَهُ فَشَمَّهُ , فَقال: اللَّهُ أَكْبَرُ، أَرَاهُ قَدْ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُرِيدُ بِهَا وَجْهَ اللَّهِ بِأَنْتَاكِيَّةَ، قال: ثُمَّ فَاضتْ نَفْسُهُ - أي خرجت روحه - وَشَمَمْتُ فِي الْبَيْتِ رَائِحَةَ الْمِسْكِ , فَلَمَّا صَلَّيْتُ الْغَدَاةَ , قُلْتُ لِأَهْلِ الْمَسْجِدِ: هَلْ لَكُمْ فِي رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ وَحَدَّثْتُهُمْ حَدِيثَ ابْنِ أَخِي , فَلَمَّا بَلَغْتُ بِذِكْرِ أَنْتَاكِيَّةَ , قَالُوا: لَيْسَتْ هِيَ بِأَنْتَاكِيَّةَ هِيَ أَنْطَاكِيَّةُ , قُلْتُ: لَا وَاللَّهِ لَا أُسَمِّيهَا إِلَّا كَمَا سَمَّاهَا الْمَلَكُ ".
الصفحة 526