كتاب بحر الفوائد (المشهور بمعاني الأخبار) للكلاباذي - ط السلام ت زكي (اسم الجزء: 1)

634 - وَحَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنا نَصْرُ بْنُ زَكَرِيَّا، حَدَّثَنا عَمَّارُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ، حَدَّثَني مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ , عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عِيسَى , عَنْ عَمِّهِ يَزِيدَ بْنِ أَبَانَ الرَّقَاشِيَّ , عَنْ أَنَسِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قال: " قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ اسْتَثْنَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ؟ قال: جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ وَمَلَكُ الْمَوْتِ عليهم السلام , فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لِمَلَكِ الْمَوْتِ: يَا مَلَكَ الْمَوْتِ من بقي؟ - وهو أعلم - فيقول: سبحانك ذا الجلال والإكرام بقي جبريل وميكائيل وملك الموت، فيقول الله تعالى لملك الموت: يا ملك الموت خُذْ نَفْسَ مِيكَائِيلَ، فَيَأْخُذُ فَيَقَعُ فِي صُورَتِهِ الَّتِي خَلَقَهُ اللَّهُ تعالى (ق185أ) فِيهَا مِثْلَ الطَّوْدِ الْعَظِيمِ , ثُمَّ يَقُولُ الله تعالى - وَهُوَ أَعْلَمُ -: يَا مَلَكَ الْمَوْتِ مَنْ بَقِيَ، قال: فَيَقُولُ: سُبْحَانَكَ يا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ بَقِيَ جِبْرِيلُ , وَمَلَكُ الْمَوْتِ، قال: يَقُولُ: يَا مَلَكَ الْمَوْتِ مُتْ، قال: فَيَمُوتُ , فَيَبْقَى جِبْرِيلُ وَهُوَ مِنَ اللَّهِ بِالْمَكَانِ الَّذِي ذَكَرَ لَكُمْ، فَيَقُولُ اللَّهُ: يَا جِبْرِيلُ إِنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ تَمُوتَ فَيَقَعُ سَاجِدًا يَخْفِقُ بِجَنَاحَيْهِ، يقول: سُبْحَانَكَ رَبِّي وَبِحَمْدِكَ أَنْتَ الْبَاقِي الدَّائِمُ , وَجِبْرِيلُ الْفَانِي الْهَالِكُ الْمَيِّتُ، قال: فَيَأْخُذُ اللَّهُ رُوحَهُ فَيَقَعُ عَلَى مِيكَائِيلَ , وَإِنَّ فَضْلَ خَلْقِهِ عَلَى خَلْقِ مِيكَائِيلَ كَفَضْلِ الطَّوْدِ الْعَظِيمِ عَلَى الظَّرِبِ مِنَ الظَّرابِ , ثُمَّ يَمْكُثُ اللَّهُ تعالى كَمَا كَانَ لَيْسَ مَعَهُ شَيْءٌ مِنَ الْخَلْقِ مَا شَاءَ الله, لَيْسَ لِأَحَدٍ مِنَ الْعِبَادِ عِلْمٌ بِمَا هُوَ مَاكِثٌ ".

الصفحة 546