كتاب نكث الهميان في نكت العميان

ولم يزل ابن الخلا بالديوان إلى أن طعن في السن، وعجز عن الحركة. فانقطع في بيته. وكان الفاضل يرعى له حق الصحبة والتعليم. ويجري عليه ما يحتاج إليه إلى أن مات رحمه الله تعالى في ثالث عشري جمادى الآخرة سنة ست وستين وخمسمائة. ومن شعره:
عذبت ليال بالعذيب حوال ... وحلت مواقف بالوصال حوال
ومضت لذ ذات تقضي ذكرها ... تصبي الخلى وتستهيم السالي
وحلت موردة الخدود فأوثقت ... في الصبوة الخالي بحسن الخال
قالوا سراة بني هلال أصلها ... صدقوا كذاك البدر فرع هلال
ومنه:
وله طرف لواحظه ... نصرت شوقي على كبدي
قذفت عيني سوالفه ... فتوارت منه بالزرد
ومن شعره:
وصعدة لدنة كالتبر تفتق في ... جنح الظلام إذا ما أبرزت فلقا
تدنو فيخرق برد الليل لهذمها ... وإني نأت الإظلام ما فتقا
وتستهل بماء عند وقدتها ... كما تألق برق الغيث فانذفقا
كالصب لوناً ودمعاً والتظاً ضنىً ... وطاعة وسهاداً دائماً وشقا
والحب أنساً وليناً واستوى وسناً ... وبهجةً وطروقاً واجتلاً ولفا
وكان الموفق بن الخلال خال القاضي الجليس عبد العزيز بن الحسين بن الحباب فحصل لابن الخلال نكبة وحصل لابن الحباب بسبب خاله ابن الخلال صداع. فكتب ابن الحباب إلى القاضي الرشيد بن الزبير:
تسمع مقالي يا ابن الزبير ... فأنت خليق بأن تسمعه
بلينا بذي نسب شابك ... قليل الجدى في زمان الدعة
إذا ناله الخير لم نرجه ... وإن صفعوه صفعنا معه

يوسف بن محمد بن عبد الله
الإمام الفاضل الكاتب. مجد الدين أبو الفضائل

الصفحة 302