كتاب تاريخ الحياة العلمية في المدينة النبوية خلال القرن الثاني الهجري
11
في مكانة المدينة ومنزلتها في هذه الفزة.
وقد كنت قبل اختيار هذا الموضوع مصرا على البحث في الحياة العلمية في
أفريقية في القرن الرابع الهجري وبعد مناقشات ومداولات مع أستاذي الكريم
اقتنعت بالبحث في المدينة وأرى أن ذلك خيرا لي لما أحسست من الفائدة حين
عشت أجواء المدينة مع عمالقة العلم والعبادة في هذه الفترة.
وكان من أهم الأسباب التي دفعتني لاختيار الموضوع ان أغلب الباحثين
في الحجاز في هذه الفترة الفاضلة اتجهت دراستهم إلى الحياة السياسية أو
الاقتصادية أو الاجتماعية.
أما من تحدث في الحياة العلمية فقد اوجز في ذلك. كما أنني أحببت أن
أجلى هذا الجانب لأهميته في تقدم الحياة وازدهارها والمساهمة في إبراز الجانب
العلمي أحد جوانب الحياة في المدينة والحجاز، ودراسة هذا الجانب يوضح
الصورة الصحيحة الكاملة لهذه المدينة في هذه الف! رة حيث ساد الاعتقاد بين
جمهرة المؤرخين والأدباء ان المدينة كانت من الجانب السياسي ملاذ الطبقة
الثرية المترفة المحرومة من الحقوق السياسية. أو مدينة الكبت السياسي. وان
هناك حظرا مفروضا يمنع زعماءها من التفكير في الشئون السياسية، أما من
الجانب الاقتصادي والاجتماعي؛ فقد زعم كثير من الباحثين أن المدينة كانت
مقر الثروة والغنى واللهو والترف. وكانت تعقد مجالس الغناء والخمر
والرقص المختلط. وان علماء الدين في الحجاز كانوا يوقفون دروسهم رغبة
منهم في سماع الموسيقى!!
الصفحة 11
432