كتاب تاريخ الحياة العلمية في المدينة النبوية خلال القرن الثاني الهجري

12
ومنهجي الذي سرت عليه في هذه الدراسة هو استنتاج الحياة العلمية من
خلال تتبع سير العلماء في كل فن او علم من العلوم. ولعل ذلك يعطى القارى
صورة عما كانت عليه الحياة العلمية في القرن الثاني الهجري.
ومن الصعوبات التي صادفتني تعدد مصادر البحث حيث كنت انتقل في
كل مبحث من المباحث إلى مصادر جديدة غير مصادر المبحث الآخر. فالحياة
السياسية لها مصادرها، والحياة الاقتصادية لها مصادرها. وتتنوع المصادر
بحسب العلوم من قراءات وحديث وتفسير إلى اللغة والأدب والتاريخ
والأنساب. ومن الصعوبات قلة الدراسات في هذا المجال، ومنها أن العلوم في
هذه الفترة لم تتحدد معالمها فيصعب وضع العلماء في فن او علم معين؛ لأن
هناك من العلماء من يعد في طليعة العلماء في كثير من العلوم والفنون كالزهري
والإمام مالك وأبي الزناد. ومن أهم المصادر التي أعتمد عليها البحثة
طبقات ابن سعد ت 230 هـ وخاصة الجزء الخامس والسادس والسابع،
والقسم المتمم لطبقات المدنيين، وفي الطبقات معلومات تاريخية قيمة أفادتني
حول موضوع البحث قل ان تتوفر في مصادر اخرى.
ومنها تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ت 463 هـ وفيه اخبار من وصل
بغداد من أهل المدينة.
وتاريخ دمشق لابن عساكر وهو موسوعة علمية ضخمة. ترجم فيه ابن
عساكر لكل عالم نشأ في الشام او وفد عليها من البلاد الأخرى واشتمل على
تراجم عدد من المدنيين. ومن اهمها ترجمة الإمام الزهرى التي أخرجها شكر

الصفحة 12