كتاب تاريخ الحياة العلمية في المدينة النبوية خلال القرن الثاني الهجري

23
تمهيد
عندما أجلت النظر في تاريخ الحياة العلمية في القرون الأولى للإسلام
أحببت أن أكتب مقدمة توضح سبب وصول المسلمين إلى ما وصلوا إليه في
فترة وجيزة من نشأة الدولة الإسلامية حيث انتشر العلم بين المسلمين بصورة
منقطعة النظير.
وصارت المدينة كعبة يؤمها العلماء وطلبة العلم للاغتراف من معينها
الصافي حيث انعم الله على أهل المدينة بهجرة المصطفى! وكانت هجرته إيذانا
بقيام نهضة علمية وحياة جديدة وتصورات نحالفة لما كانو! عليه قبل الهجرة.
ويمكن تأريخ الحركة العلمية منذ نزول اول اية من كتاب الله التي تحث
على العلم والقراءة والمعرفة، قال تعالى: "اقرا باسم ربك الذي خلق * خلق
الإنسان من علتي -* اقرا وربك الأكرم رو- الذي علم بالقلم * علم ا الإنسان ما
لم يعلم " [القلم: 1 - ه]. ثم في الايات الأخرى التي تجعل العلم طريقا إلى معرفة
الباري - جل وعلا -: "فاعلم انه لا إله إلا الله " [محمد: 19].
وما يرفع المؤمن عن غيره درجات في الدنيا والاخرة "يرفع الله الذين
امنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " [المجاددة: 11]، وقوله: "قل هل
يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون " [الزمر: 9] أو يجعل الخشية والتقوى
والخوف من الله بالتعمق في العلم "إنما يخشى الله من عباده العلماء" [فاطر: 28]
ومن حديث الرسول! ح! على طلب العلم كقوله!: "طلب العلم فريضة على

الصفحة 23