كتاب تاريخ الحياة العلمية في المدينة النبوية خلال القرن الثاني الهجري
26
الله فليس لله ولي (1).
وقد قام الضحابة رضوان الله عليهم باعمال تدل على حرصهم على العلم
عندما امر رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت بتعلم كتاب يهود؛ لأنه لا يامنهم يقول
زيد: ما مضى لي نصف شهر حتى حذقته (2). وكانوا يتحملون المشاق في طلبه
حتى ان عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - عندما يبلغه الحديث: آتى بابه
وهو قائل، اتوسد ردائي على بابه تسفي على الريح من التراب (3).
أما ما ورد من التحذير لمن لا يعمل بعلمه فقد حذر الله من ذلك وجعل
صاحبه ممقوتا، قال تعالى: "يا اجها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر
مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون " [الصف:2 - 3].
هذا التحذير الشديد من الله - جل وعلا - جعل علماء الصحابة والتابعين
لا يتجاوز احدهم الاية حفظا حتى يعمل بما فيها من الأوامر والنواهي (4).
كما بين المصطفى! أن من يفعل ذلك لا يجد ريح الجنة حيث قال: "من
تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد
__________
(1) ابن جماعة، تذكرة السامع، ص 1 1.
(2) ابن حجر (أحمد بن علي العسقلاني ت 852 هـ) الإصابة في تمييز الصحابة، دار الكتاب العربي،
بيروت، 1/ 43 5، وقال ابن حجر: رواه البخاري معلقا، والبغوي، وابو يعلى موصولا.
(3) ابن حجر، الإصابة 2/ 323، وقال: رواه الدارمي، والحرث في مسنديهما.
(4) ابن سعد (محمد بن سعد بن منيع الزهري ت.23 هـ) الطبقات الكبرى، دار صادر، بيروت،
5 5 4 1! تحقيق د. إحسان عباس 7/ 172.