كتاب تاريخ الحياة العلمية في المدينة النبوية خلال القرن الثاني الهجري

28
ذات التاريخ العلمي الطويل. ومن يريد أن يكتب في هذه الفترة يشعر بثقل
كبير عند الحديث عن العلم والعلماء فمن يختار وعمن يكتب فجانب من حياة
المصطفى - صلى الله عليه وسلم - يحتاج إلى كتابات وكتابات. وقل مثل ذلك عن الخلفاء الأربعة،
وعند التعريج على علماء الصحابة رضوان الله عليهم، يشعر الباحث بثقل
المسئولية، من يأخذ؟ ومن يدع؟ وعن أي علم يكتب؟ الحديث أم الفقه أم
التفسير (1)؟ إن كل جانب من هذه الجوانب يحتاح في بحثه إلى جهد كبير كما
يحتاح إلى بسط وتوسع لا يحتمله هذا التمهيد لذا رايت ان اقتصر في هذا التمهيد
على الفترة من (5 9 - 100 هـ) وهو العقد الأخير من القرن الأول الهجري.
وإذا أراد الباحث ان يتحدث عن العلوم ي القرن الأول الهجرى فإنه لا
يستطيع فصل علم من العلوم عن علم اخر، كما يصعب العثور على عالم لا
يجيد إلا تخصصا واحدا وإنما يصدق عليهم في هذا المقام قول عبيد الله بن
عبدالله بن عتبة: كان ابن عباس قد فات الناس بخصال: بعلم ما سبقه وفقه
فيما احتيج إليه من رايه، وحلم ونسب ونائل، وما رايت احدا كان أعلم بما
__________
= 7 0 4 1هـ، تحقيق محمد فؤاد عبدالباقي، ومحب الدين الخطيب 4/ 1 5 1، وقال ابن حجر: ولايرد
على ذلك انه كان فيهم من يكتب ويحسب لأن الكتابة كانت فيهم قليلة نادرة.
(1) ويعجب الباحث من التركيز في القرن الأول على الجوانب السياسية في الحجاز وجعلها محور الحياة،! اغفال
! اهمال الجوانب العلمية في الدرسات التاريخية ولم تسلم من هذا حتى الرسائل المتخصصة في الحياة العلمية.
انظر لطيفة محمد الشام، الحركة العلمية في الحجاز من ظهور الاسلام إلى قيام الدولة العاسية، رسالة
ماجستير، قسم التاريخ، جامعة الملك سعود 5 0 4 1! لترى سيطرة الجانب السياسي على جمغ جوانب
الحياة في الحجاز واختصار المعلومات في الجوانب العلمية وعدم توخي المصالر المتقدمة والمامونة.

الصفحة 28