كتاب تاريخ الحياة العلمية في المدينة النبوية خلال القرن الثاني الهجري
31
الأخطاء عند تفسيره لكتاب الله ولذلك لم يكثر من التفسير واقتدى في ذلك بأبي
بكر وعمر بن الخطاب (1). ويؤيد هذا ما أورده الطبري "عن عبيد الله بن عمر،
قال: لقد ادركت فقهاء المدينة وإنهم ليعظمون القول في التفسير منهم سالم بن
عبدالله، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، ونافع " (2).
وقول مالك، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب "انه كان إذا سئل
عن تفسير اية من القران، قال: إنا لا نقول في القران شيئاً) (3). وما ورد عن
يزيد بن أبي يزيد، قال: كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام، وكان
أعلم الناس، فإذا سالناه عن تفسير اية من القران سكت كانه لم يسمع. ويفهم
من ذلك انه لم يكن يتوسع كغيره في تفسير القران حيث انه كان لا يتكلم إلا في
المعلوم من القران (4).
ومنهم عروة بن الزبير (ت 94 هـ) (5) ومحمود بن الربيع (ت 99 هـ) (6)، وقد
__________
(1) د. هاشم جميل عبدالله، فقه الامام سعيد بن المسيب، وزارة الأوقاف العراقية، بغداد، ط/ 1،
394 اهـ119/ 1.
(2) الطبري، التفسير، 1/ 85. أحمد محمد شاكر، عمدة التفسير، دار المعارف، القاهرة، 1376! 1/ 47.
(3) ابن كثير (إسماعيل القرشي ت 774 هـ) تفسير القران العظيم، دار الشعب، القاهرة، ط/ 1، 1 97 1 م
تحقيق محمد إبراهيم البنا وزملاؤه 1/ 7.
(4) انظر د. هشم عبداللّه، فقه سعيد بن المسيب 1/ 0 12، وقال ابن جرير: فلم يكن احجامه عن القول
في ذلك احجام جاحد، ان يكون دله فيه حكم موجود بين أظهر عباده، ولكن احجام خائف أ ن
لايبلغ اجتهاده ما كلف الله العلماء من عباده فيه. الطبري، التفسير 1/ 89.
(5) ابن سعد، الطقات، 5/ 179، الذهبي، السير 4/ 426، الذهبي، تاريخ الاسلام، مكتبة القدسي،
القاهرة، 1368! 3/ 7 32.
(6) احمد محايرى، تفسير سفيان بن عيينه، ص 2 " 2.