كتاب تاريخ الحياة العلمية في المدينة النبوية خلال القرن الثاني الهجري
32
كان لهؤلاء التابعين جهود في التفسير بالمدينة في نهاية القرن الأول الهجري.
اما علم الحديث (1) فقد اشتهر به ابو هريرة، وعائشة، وابن عمر، وجابر
بن عبدالله، وأبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وابن عباس، وعبدالله بن
مسعود، وعبدالله بن عمرو بن العاص وغيرهم (2).
وكان الصحابة - رضي الله عنهم - على درجة كبيرة من الحرص على حضور مجالس
الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وتلقى آخر ما نزل من الوحي وقد بلغ من شدة حرصهم اخهم
كانوا يتناوبون الحضور عنده، كما روى ذلك البخاري عن عمر - رضي الله عنه - (3).
وعرفت المدينة النبوية بجودة وقوة الإسناد لقربها من المصادر الأصلية، فال
سفيان بن عيينة: " إذا أردت الحديث الصحيح والإسناد الجيد فعليك باهل المدينة،
وإذا اردت النسك فعليك باهل مكة، وإذا أردت المغازي فعليك باهل الشام " (4).
وممن برز من العلماء في نهاية القرن الأول، الصحابي الجليل سهل بن سعد
الساعدي - رضي الله عنه - (ت 91 هـ) وهو اخر من مات بالمدينة من الصحابة (5). ومن
__________
(1) وهو ما أثر عن النبى - صلى الله عليه وسلم - من قول او فعل أو تقرير او صفة، د. محمد بن لطفى المباغ، الحديث
النبوى، المكتب الاسلامي، بيروت، ط/ 3، 1397! ص 2 4 1.
(2) أحمد محمد شاكر، الباعث الحثيث، شرح اختصار علوم الحديث، لابن كثير، دار التراث، القاهرة،
ط/ 3، 399 ا هـ، ص 157، هامش 2.
(3) ابن حجر، فتح الباري 1/ 223، باب التناوب في العلم.
(4) ابن عساكر (ابو القاسم على بن الحسن بن هبة الله الشافعي ت 571 هـ) تاريخ مدينة دمشق، المجمع
العلمي العربي بدمشق، 1371! تحقيق د. صلاح الدين المنجد 1/ 6 31.
(5) الذهبي، العبر 1/ 78، الذهبي، السير 4/ 23 4، ابن حجر، الإصابة 2/ 87.