كتاب تاريخ الحياة العلمية في المدينة النبوية خلال القرن الثاني الهجري
37
حتى عهد يزيد بن معاوية.
وهذا ما جعل للمدينة المكانة الأولى على غيرها لوفرة الصحابة أصحاب الاثار
النبوية، ثم اصحاب الإفتاء، والفقه فلا عجب من وجود الفقهاء السبعة والعشرة.
ومن فقهاء المدينة في هذا العقد:
* أبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام القرشي (ت 93 هـ) الثقة
الإمام الحجة، احد الفقهاء السبعة، وكان مكفوفا جليل القدر عند عبدالملك
ابن مروان (1).
* سعيد بن المسيب (ت 94 هـ) ومكانته في المدينة وعلمه الغزير تحمل
المتتبع على إجلاله وتقديمه لتقديم أهل المدينة وعلمائها له. وهو من أهل
الإفتاء والفقه، وكان على علم بقضاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر (وعثمان
ومعاوية) (2)، وكان من المفتين مع وجود الصحابة - رضي الله عنهم -.
عن عمرو بن ميمون، قال: " قدمت المدينة، فسألت عن اعلم أهل المدينة
فدفعت إلى سعيد بن المسيب " (3)، وقال عبدالله بن ثعلبة لابن شهاب: إن كنت
تريد هذا - يعنى الفقه - فعليك بهذا الشيخ (4).
ويقول قتادة: " ما رايت أحداً اعلم بالحلال والحرام منه. وطوف مكحول
__________
(1) النسائي، تسمية فقهاء الامصار ص 7، الذهبي، تاريخ الإسلام 1/ 83، الذهبي، العبر 1/ 83.
(2) ابن سعد، الطبقات 5/ 0 12، 143.
(3) ابن حجر، تهذيب التهذيب 4/ 84.
(4) المصدر السابق 4/ 4 8.