كتاب تاريخ الحياة العلمية في المدينة النبوية خلال القرن الثاني الهجري

383
ملحق رقم (4) الرسالة المتبادلة بين الليث في سعة والإمام مالك في أنس
رسالة الليث بن سعد إلى مالك بن أنس رحمهما الله
حدثنا أبو يوسف حديني يحيى بن عبدالله بن بكير المخزومي قال: هذه
رسالة الليث بن سعد إلى مالك بن أنس.
(سلام عليك، فأني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد: عافانا الله
وإياك، وأحسن لنا العاقبة في الدنيا والاخرة - فقد بلغني كتابك تذكر فيه من
صلاح حالكم الذقي يسرني، فأدام الله ذلك لكم وأتمه بالعون على شكره
والزيادة من إحسانه، وذكرت نظرك في الكتب التي بعثت بها إليك وإقامتك
إياها وختمك عليها بخاتمك، وقد أتتنا فجزاك الله عما قدمت منها خيرا، فإنها
كتب انتهت إلينا عنك فأحببت أن أبلغ حقيقتها بنظرك فيها، وذكرت أنه قد
أنشطك ما كتبت إليك فيه من تقويم ما أتاني عنك إلى ابتدائي بالنصيحة،
ورجوت أن يكون لها موضمع، وأنه لم يمنعك من ذلك فيما خلا إلا أن يكون
رأيك فينا جميلا، إلا لأني لم أذاكرك مثل هذا، وأنه بلغك أني أفتى بأشياء مخالفة
لما عليه جماعة الناس عندكم، وأني يحق علي الخوف على نفسي لاعتماد من قبلي
على ما أفتيتم به، وأن الناس تبع لأهل المدينة التي إليها كانت الهجرة وبها نزل
القران، وقد أصبت بالذي كتبت به من ذلك إن شاء الله، ووقع مني بالموقع
الذي تحب، وما أعد أحدا قد ينسب إليه العلم أكره لشواذ الفتيا ولا أشد

الصفحة 383