كتاب تاريخ الحياة العلمية في المدينة النبوية خلال القرن الثاني الهجري
389
يكن بدون أفاضل العلماء في زمانه فرحمه الله وغفر له وجعل الجنة مصيره.
ومن ذلك أنه بلغني أنك تقول: إذا أفلس الرجل وقد باع رجل سلعة
فتقاضى طائفة من ثمنها أو أنفق المشترى طائفة منها أنه يأخذ ما وجد من
متاعه، وكان الناس على أن البائع إذا تقاضى من ثمنها شيئا أو أنفق المشترى
منها شيئا فليست بعينها.
ومن ذلك أنك تذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يعط الزبير بن العوام إلا لفرس واحد،
والناس كلهم يحدثون أنه أعطاه أربعة أسهم بفرسين ومنعه الفرس الثالث،
والأمة كلهم على هذا الحديث أهل الشام وأهل مصر وأهل العراق وأهل
افريقية، لا يختلف فيه اينان، فلم يكن ينبغي لك - وإن كنت سمعته من رجل
مرضى - أن تخالف الأمة أجمعين وقد تركت أشياء كثيرة من أشباه هذا، وإنا
أحب توفيق الله إياك وطول بقائك، لما أرجو للناس في ذلك من المنفعة وما
أخاف من الضيعة إذا ذهب مثلك مع استئناس بمكانك، وإن نأت الدار فهذه
منزلتك عندي ورأص! فيه فاستيقنه، ولا تترك الكتاب إلي بخبرك وحالك
وحال ولدك وأهلك وحاجة إن كانت له أو لأحد يوصل بك، فإني أسر
بذلك، كتبت إليك ونحن صالحون معافون والحمد لله، نسال الله أن يرزقنا
وإياكم شكر ما أولانا وتمام ما أنعم به علينا، والسلام عليك ورحمة الله.
الصفحة 389
432