كتاب تاريخ الحياة العلمية في المدينة النبوية خلال القرن الثاني الهجري

45
الزناد في كتابه الفقهاء السبعة (1). وبهذا يرى ان المجالس العلمية الفقهية التي
تنشأ لحل المشاكل العويصة بدات مبكرة في تاريخ الإسلام.
وكانت سنة 94 هتسمى سنة الفقهاء (2)، لكثرة من توفي بها منهم.
وكان من فقهاء المدينة:
* على بن الحسين بن على (ت 94 هـ)، وحميد بن عبدالرحمن بن عوف
(ت 95 هـ)، وعمرة بنت عبدالرحمن (ت 98 هـ) وابو عبيد مولى عبدالرحمن بن
ازهر (ت 98 هـ). وغيرهم كثير قد يطول الوقت في استقصائهم، ولم ادلف
بعد إلى الموضوع الأساسي.
ولابد من الإشارة إلى الاتصال الوثيق بين الحديث والفقه، فقد كان
المحدثون هم الفقهاء كما اشرت إلى ذلك سابقا، ولم يحدث الفصل بينهما إلا في
اواخر القرن الثاني الهجري.
وكان فقهاء المدينة يعتمدون الحديث والآثار ويتجنبون الخوض في
المسائل التي لم تقع بعد، والتي أكثر الخوض فيها فقهاء العراق والأرءيتيون (3).
__________
(1) الإمام مالك بن انس (ت 179 هـ) المدونة الكبرى، دار صادر، بروت 1/ 274، البهيهقي (أحمد بن
الحسين ت 58 4 هـ) السنن الكبرى، دائرة المعارف العثمانية، الهند، ط/ 1، 4 135 هـ، 8/. 4. وكلا
المصدرين نقل من هذا الكتاب.
(2) ابن سعد، الطبقات 5/ 43 1، وممن مات في هذه السنة سعيد بن المسيب، وعلى بن الحسين وعروة بن الزبير،
وأبو بكر بن عبدالرحمن بن الحارث، وأبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف. انظر الذهبي، العبر 1/ 82 - 83.
(3) هم الذين يكثرون ويشتغلون باخزاع مسائل فقهية ثم يجيبون عليها من دون تتبع الاثار
والأحاديث في هذه الواقعة. انظر ابن عبدالبر، جامع بيان العلم 2/ 181، د. عبدالله سالم الخلف،
مجتمع الحجاز في العصر الأموي بين الاثار الأدبية والمصادر التاريخية، دكتوراه من قسم الأدب
بجامعة الإمام محمد بن سعود ايإسلامية بالرياض، 7 0 4 1 هـ، 1/ 1 1 2.

الصفحة 40