كتاب تاريخ الحياة العلمية في المدينة النبوية خلال القرن الثاني الهجري
41
اما علم المغازي والسير فقد اهتم به المدنيون، ويعتبر من العلوم الخاصة
بالمدينة فيقال: لا تمار أهل المدينة في المغازي، ولا أهل الكوفة في الراي، ولا
اهل مكة في المناسك (1).
وهذا لا يتعارض مع قول سفيان بن عيينة السابق: إذا اردت المغازي
فعليك باهل الشام. الذي يظهر انه يقصد بالمغازي الفتوج الإسلامية، لأن
مغازي الرسول! تعتبر من الحديث في ذلك الوقت ولم تفصل عنه.
* ابان بن عثمان بن عفان (ت ما بين 95 - 5 5 ا هـ)، الذي شارك مشاركة
فعالة في هذا العلم فقد ذكر ابن سعد ان له مغاز (2)، بالإضافة إلى مشاركته في
الفقه والحديث والقضاء. وعندما حج سليمان بن عبدالملك عام 82، امر أبان
ان يكتب له سير النبي! ى ومغازيه، فقال ابان: "هي عندي، قد اخذتها
مصححة ممن اثق به) فامر سليمان بنسخها والقى بها إلى عشرة من الكتاب،
فكتبوها في رق، وتحوى هذه المغازي ذكر الأنصار في العقبتين، وذكر الأنصار
في بدر (3)، واشار كثير من المؤرخين إلى ان أبان هو اول من دون السيرة (4)
__________
(1) اليغمورى (يوسف بن احمد بن محمود ت 673 هـ) نور القبس المختصر من المقتبس للمرزباني، دار
فرانض شتاينر، بفيسبادن، المانيا، 4 138 هـ، تحقيق رودلف زلهايم، ص 4 23.
(2) ابن سعد، الطبقات 5/ 0 1 2.
(3) الزبير بن بكار، الأخبار الموفقيات ص 332.
(4) ابن سعد، الطبقات 5/. 21، وذكر اخها كانت عند المغيرة بن عبدالرحمن وكميرا ما كانت تقرا عليه.
مصطفى السقا، مقدمة المغازي الأولى ليوسف هورفض، ص د، حمد الجاص، مجلة العرب مقالة بعنوان
أبان بن عثمان 6/ 6 4 1.