كتاب تاريخ الحياة العلمية في المدينة النبوية خلال القرن الثاني الهجري

42
ويمكن القول انه أول من فصل التاريخ عن علم الحديث وجعله على حدة.
وذكر الدكتور الأعظمي في مقدمته لمغازي عروة: أن أبان قد أتم التأليف في
سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - ومغازيه قبل سنة اثنتين وتمانين من الهجرة (1).
* وكان عروة بن الزبير عالما بالسير، وهو أول من صنف المغازى (2)، وقد
ذكر مصنفه هذا كل من النديم (3)، وابن خلكان (4)، والذهبي (5)، والسخاوي (6).
وكان الصحابة يسألونه عن بعض الأحداث من شدة حفظه؛ ذكر عبدالرحمن بن
حميد بن عبدالرحمن بن عوف، عن ابيه، قال: لقد رأيت الأكابر من أصحاب
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنهم ليسألونه - أي عروة - من قصة ذكرها (7).
كما لم تخل هذه الفترة من الشعراء الذين تناولوا بعض الأغراض الشعرية
ومنهم:
* عبيدالله بن عبدالله بن عتبة (ت 98 هـ) كان كثير العلم والحديث شاعراً (8).
__________
(1) مغازي عروة، ص 28.
(2) ابن كثير، البداية والنهاية 9/ 1 0 1.
(3) النديم (أبو الفرج محمد بن إسحاق الوراق ت 438 هـ) الفهرست، مكتبة الأسدي، طهران،
0 139، تحقيق رضا تجدد، ص 23 1.
(4) ابن خلكان (أحمد بن محمد ت 681 هـ) وفيات الأعيان، دار الثقافة، بيروت، تحقيق د. إحسان
عباس، 1/ 586.
(5) السير 6/ 150.
(6) السخاوي (شمس الدين محمد بن عبدالرحمن ت 2 " 9 هـ) التحفة اللطيفة، نشر أسعد طربزوني
الحسيني، ط/ 1، 1399 هـ، تحقيق محمد حامد الفقي 3/ 183.
(7) ابن حجر، تهذيب التهذيب 7/ 183.
(8) الذهبي، السير 4/ 476، ابن حجر، تهذيب التهذيب 7/ 23.

الصفحة 42