كتاب تاريخ الحياة العلمية في المدينة النبوية خلال القرن الثاني الهجري

43
وصفه ابن عبدالبر بأنه: كان عالمأ فاضلا، مقدما في الفقه تقيا شاعرا، محسنا لم يكن
بعد الصحابة إلى يومنا هذا - فيما علمت - فقيه اشعر منه، ولا شاعر أفقه منه (1).
وهذا صحيح فقليل من الفقهاء يقرض الشعر والقليل من الشعراء
يشتغل بالفقه. ومن شعره: رسالة كتبها إلى عمر بن عبدالعزيز ومما جاء فيها:
بسم الذي أنزلت من عنده السور والحمد لله أما بعد يا عمر (2)
* عروة بن الزبير (ت 94 هـ) وكان هذا الإمام حافظا ومما حفظ الشعر
الذي كان يرويه عن خالته أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -. ومع روايته
للشعر الكثير ومعرفته به فقد كان يقرضه أيضا (3). من ذلك قوله:
يا أيها المتمني أن يكون فتى ... مثل ابن ليلى لقد خلى لك السبلا (4)
ومما ورد من شعره في قصره بالعقيق:
بنيناه فأحسنا بناه ... بحمد الله في خير العقيق
تراهم ينظرون إليه شزرا ... يلوح لهم على وضح الطريق
فساء الكاشحين وكان غيظا ... لأعدائي وسر به صديقي
__________
(1) السخاوى، التحفة اللطيفة 3/ 1 2 1.
(2) الذهبي، السير 4/ 77 4.
(3) عادل عبدالله حجازى، الزبيريون واثارهم الفكرية، ماجستير بقسم الأدب، جامعة ام القرى،
398 اهـ، 1/ 122.
(4) عادل حجازي، الزبيريون 1/ 422.

الصفحة 43