كتاب تاريخ الحياة العلمية في المدينة النبوية خلال القرن الثاني الهجري

44
يراه كل مختلف وسار ... ومعتمر إلى البيت العتيق (1)
وله أيضا:
صار الأسافل بعد الذل أسنمة ... وصارت الرؤوس بعد العز أذنابا
لم تبق مأثرة يعتدها رجل ... إلا التكاثر أوراقاًوأذهابا
وعن هشام بن عروة، عن أبيه أنه كان يقول: "يا بني تعلموا الشعر"
وربما قال الأبيات يمشؤها من عنده ثم يعرضها علينا (2).
وفي نهاية القرن الأول كان عدد من العلماء يدونون بعض العلوم، وهذا لم
يكن دأب العلماء، بل كان الاعتماد الأول على الحفظ، وممن كانت له مدونات:
* عروة بن الزبير: الذي أحرق كتب فقه كانت له يوم الحرة (3). وقد جمع
ابنه هشام بعض فتاواه وبعض تفسيره لأسباب نزول القران (4). وقد محي
بعض كتبه حتى لا تنافس كتاب الله في المكانة ثم ندم على ذلك (5). وكان يكتب
الحديث من حديث عائشة رضي الله عنها اكثر من مرة ثم يتأكد فلا يجد
اختلافا بين السابق واللاحق (6).
__________
(1) ابن عبدالبر، جامع بيان العلم وفضله، إعداد واختصار وتهذيب أبو الأشبال الزهيرى، مكتبة ابن
تيمية، القاهرة، ط/ 1، 6 1 4 ا هص 4. 5، الذهبي، السير 4/ 28 4.
(2) ابن عبد البر، المصدر السابق، ص 4 5 5.
(3) ابن سعد، الطبقات 5/ 179، الذهبي، السير 4/ 426.
(4) عادل حجازي، الزبيريون 1/ 121 - 122.
(5) الذهبي، السير 4/ 436.
(6) الخطيب (أبو بكر أحمد بن على بن ثابت البغدادي ت 463 هـ) الكفاية في علم الرواية، دار الكتب=

الصفحة 44