كتاب تاريخ الحياة العلمية في المدينة النبوية خلال القرن الثاني الهجري

46
العلوم موافقة لقدرة المتعلم، قال عروة بن الزبير: " أما حدثت أحدا بشيء من
العلم قط لا يبلغه عقله إلا كان ضلالة عليه " (1). فهو يحاول التمييز بين الناس
عند طرح المسائل العلمية حتى لا تسبب لهم اضطرابا في الفهم.
ومن ذلك العناية بالناس عند تحديثهم وتعليمهم، فقد: "كان عروة يتألف
الناس على حديثه " (2). وكانت هناك كتاتيب لتعليم الأطفال القراءة والكتابة (3).
وبعد فهذه صورة موجزة عن الحياة العلمية وأهمية العلم قبيل القرن الثاني
الهجري وهي الأساس الذي قامت عليه الحركة العلمية الناشطة في القرن
الثاني، وهو البداية للإنطلاقة المباركة في العلوم الإسلامية على أسس واضحة
بينة، وعلى يد رجال عرفوا العلم وقدروه حق قدره وجاهدوا وبذلوا في سبيل
تبليغه لكل أحد من الناس.
ولم أطل وأتوسع - مع ان المجال خصب - حتى لا يخرج الموجز إلى شأن آخر.
والله الموفق.
__________
(1) الذهبي، السير 4/ 37 4.
(2) الذهبي، السير 4/ 5 2 4.
(3) الإمام أحمد بن محمد بن حنبل (ت ا 24 هـ) العلل ومعرفة الرجال، نشر وتعليق د. طلعت قوج
بيكت، هاسماعيل جراح أو غلى، أنقره، 963 ام، 1/ 0247 الخطيب البغدادي (ابو بكر ابن أحمد
بن على بن ثابت ت 463 هـ)، ياريخ بغداد، دار الكتاب العربي، بيروت، 1/ 18 2. د. الاعظمي،
دراسات في الحديث 1/ 4 4 1.

الصفحة 46