كتاب تاريخ الحياة العلمية في المدينة النبوية خلال القرن الثاني الهجري

51
عليهم " (1). وهان أهل المدينة لدى النالس قال عبدالله بن ابي بكر: "كان اهل
المدينة أهيب الناس عند النالس حتى كانت الحرة فاجترى عليهم " (2).
وقد عبر عبدالملك بن مروان عن ذلك في قوله لأهل المدينة: "نحن نعلم
يا معشر قريش انكم لا تحبوننا أبداً وانتم تذكرون يوم الحرة " (3).
وفي عهد هشام بن عبدالملك خرج زيد بن علي في الكوفة سنة 122،
فروى أن هشاما قطع عن أهل المدينة بسبب هذه الفتنة (4).
وفي نهاية العصر الأموي اضطربت الأمور في شرق البلاد الإسلامية
وانشغل الناس بهذه الاضطرابات، فاستغل الخوارج الفرصة وقدموا من
اليمن يقودهم أبو حمزة الشاري، وقامت بينهم وبين أهل المدينة معركة
شديدة في قديد (5). أصيب فيها ثلاثمائة رجل من قريش، وأبلى فيها المدنيون
__________
(1) ابن سعد، الطبقات 5/ 128، الذهبي، السير 4/ 238.
(2) أبو العرب، كتاب المحن ص 172.
(3) المسعودي (علي بن الحسين ت 346)، مروح الذهب ومعادن الجوهر، المكتبة التجارية بمصر،
ط/ 4، 1384، تحقيق محمد محي الدين عبدالحميد 3/ 128 والخبر بدون إسناد فلعله لا يثت.
(4) الأصفهاني (أبو الفرج علي بن الحسين ت 356) الأغاني، دار الكتب المصرية، 7/ 22، د. عبدالله
الخلف، مجتمع الحجاز في العصر الأموي 1/ 136، عبدالمجيد محمد صالح الكبيسي، عصر هشام
بن عبدالملك، مطبعة سليمان الأعظمي، بغداد، 975 1 م، ص 6 34.
(5) قديد: قرية جامعة، وهي كئيرة المياه والبساتين، وسميت قديدا لتقدد السيول بهاوهي لخزاعة،
وبينها وبين الكديد ستة عشر ميلأ والكديد أقرب إلى مكة، البكرى (عبدالله بن عبدالعزيز الاندلسي
ت 487)، معجم ما استعجم، عالم الكتب، بيروت، تحقيئ مصطفى السقا 2/ 54 0 1.

الصفحة 51