كتاب تاريخ الحياة العلمية في المدينة النبوية خلال القرن الثاني الهجري

مقدمة
الحمد لله الذي فضل المدينة على ما سوى مكة من البلاد وجعلها
مثوى ومستقر افضل الخلق وخيرتهم من بعده، وصلى الله وسلم على رسوله
القائل فيما رواه البخاري: "اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد"،
وروى مسلم أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله كما يذوب الملح في الماء".
وبعد:
فإن كثيرا من الدارسات التاريخية حاولت معالجة جوانب معينة من
التاريخ الإسلامي والتركيز عليها ومن ثم بقيت جوانب أخرى في حاجة إلى
الذراسة والبحث.
وئما كثر الحديث عنه الجوانب السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية. وقد
شغل الجانب السياسي مكانة كبيرة في دراسات الباحثين. أما الجوانب التي لم
تحظ بالبحث فهي ما يتعلق بحياة العلماء، وجهودهم، ومكانتهم في المجتمع،
ودورهم في رفع مستوى الأمة وقيادتها نحو الأفضل في كل مجال.
ومع أهمية الجوانب العلمية في التاريخ الإسلامي إلا ان الذراسات في هذا
المجال قليلة، وكان لجامعة أم القرى شرف المساهمة في هذا المجال؛ حيث
شارك عدد من أساتذة التاريخ الفضلاء في دراسة الحياة العلمية في بعض
المراكز العلمية فبحث الدكتور سعد البشري في الماجستير عن الحياة العلمية في

الصفحة 9