كتاب فوائد حسان للسلفي بانتقاء الرهاوي

14- أخبرنا الإمام الحافظ -وفقه الله- أنا ابن أشته، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن شاذان الأعرج، حدثنا محمد بن محمد بن عبد الله المقرئ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن الإمام، حدثنا سوار بن عبد الله، حدثنا الأصمعي قال: قال أعرابي لبنيه:
((عاشروا الناس معاشرةً إن غبتم حنوا إليكم، وإن متم بكوا عليكم)).
15- أخبرنا الإمام الحافظ، أخبرنا ابن أشته، أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر المعداني، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان قال: حكى جدي أبو بكر محمود بن الفرج قال: قال أبو عثمان سعيد #114# ابن العباس:
((قوام الدنيا والآخرة بثلاثة نفر:
قومٍ في نحر العدو، فينام الناس ليسهر أولئك ويأمنون لخوفهم.
وقوم قد أخلصوا إيمانهم، وفرغوا أبدانهم، وجانبوا فضول الدنيا وغمومهم فقربهم الله تعالى، وأعطاهم المنزلة العلياء، فهم في عبادتهم ودعائهم يسألونه حفظ الناس والتعطف عليهم، فإذا أراد الله بقومٍ بلاءً نظر إليهم، ودفع عن العباد والبلاد بهم.
وقومٍ قد عنوا إما بحفظٍ وإما بكتبٍ، فقاموا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظٍ أو كتبٍ، على أن لا يدخلوا أهل الزيغ في حديث رسول الله وأصحابه.
فكل الخلق عيالٌ على أهل الحديث من أهل السنة، الذين حفظوا وعرفوا، والصنفان جميعاً لا يستغنون عن علم الحلال والحرام والأمر والنهي)).

الصفحة 113