كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية (اسم الجزء: 4)

نجد أن تاريخ التصوف عبارة عن فناء الكون تدريجًا فى الله، حتى يمكن القول بأن الله هو الكل ...
وقد ورد فى القرآن الكريم رأيين متقابلين عن فعل الله أوردهما فى بساطة عظيمة: أحدهما يجعل إرادة الله متصرفة فى أفعال العباد، والآخر يجعل للإنسان قسطًا من الاختيار.
ثم جعلت الأحاديث صفات الله أكثر وضوحًا، وفصلت الكلام فى صلته بالملائكة والجن، نجد هذا كثيرًا فى صحيح البخارى وبخاصة فى كتاب التوحيد وبدء الخلق. ونجد فيه كذلك الكلام عن وجه الله وعن عرشه وعن خلق السموات والأرض. وجاء فيه أيضًا أن الله يتنزل إلى السماء الدنيا فيقول: "من يدعونى فاستجيب له؛ من يستغفرنى فاغفر له؟ (¬1) " (كتاب التوحيد: صحيح البخارى، طبعة القاهرة , 1312 هـ، ج 4، ص 179). وترد كذلك قصة آخر من يدخل الجنّة من أهل النار، إنفس المصدر، ج 4، ص 172، 173) (¬2) وفى الآخرة، يمسك الله الأرض على إصبع، والسموات على إصبع، ثم يقول: "أنا الملك، أين ملوك الأرض؟ " إنفس المصدر، ج 4، 167 و 181 (¬3). ثم يضع قدمه فى النار ليفسح فيها مكانًا. إنفس المصدر، ج 4، ص 167 - 175) (¬4). وورد الكلام عن عينه فى القرآن الكريم تارة بالمفرد وتارة بالجمع (سورة هود الآية 37، سورة طه الآية 39، سورة
¬__________
(¬1) حديث النزول: عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين ييقى ثلث الليل الآخر فيقول: "من يدعونى فأستجيب له؛ من يسألنى لأعطيه؟ : من يستغفرنى فأغفر له؟ ".
(¬2) عن أبى هريرة: أن الناس قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؛ ..... ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار، هو آخر أهل النار دخولًا الجنّة، فيقول: أى ربى، أصرف وجهى عن النار ... فلا يزال يدعو حتى يضحك الله منه، فإذا ضحك منه قال له أدخل الجنّة.
(¬3) عن عبد الله: أن يهوديًّا جاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، إن الله يمسك السموات على إصبع، والأرضين على إصبع، والجبال على إصبع، والشجر على إصبع، والخلائق على إصبع، ثم يقول: أنا الملك. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه. ثم قرأ {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}.
وعن أبي هريرة، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوى السماء بيمينه ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟ ".
اللجنة
(¬4) عن أنس، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال يلقى فيها تقول هل من مزيد حتى يضع فيها رب العالمين قدمه، فينزوى بعضها إلى بعض ثم تقول: قد قد لعزتك وكرمك".

الصفحة 1020