كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية (اسم الجزء: 5)

بابل
هي مدينة بابل القديمة على شاطئ الفرات، على خط عرض 32 - 41 - 30 شمالا وخط طول 44 - 23 - 30 شرقي كرينوش.
كان لمدينة بابل القديمة عند المسلمين -وعندنا أيضًا- شأن أعظم من شأن المدينة التي كانت لاتزال موجودة في صدر الإِسلام. وكل ما يعرفه المسلمون عن بابل مأخوذ من ثلاثة مصادر: يهودية أو فارسية أو مسيحية. ولسنا نعرف في وضوح ما إذا كانت معلوماتهم التي يمكن ردها إلى الكتاب المقدس قد وصلت إليهم على يد اليهود أو النصارى.
وقد قيل إن آدم نفسه بعد خروجه من الجنة وكذلك قابيل وهابيل كان مقامهم في بابل، وقيل إنهم كانوا في المدينة البوزنطية ببيلون أو بابليون في الفسطاط (ياقوت، جـ 1، ص 45) التي ترد أيضًا إلى نفس العهد القديم كما جاء في التوراة. وروى أن نوحًا بن كوش بن حام وأبناءه استقروا في بابل بعد الطوفان (ابن خرداذبه، ص 77، الطبري، جـ 1، ص 217، ياقوت، جـ 1، ص 442، 447). ويقول ابن الفقيه، (ص 196) إن أول مدينة بنيت في العالم هي حَرّان والثانية بابل. وينسب برج بابل إلى النمروذ ويسمى "المجدل" (البكرى ص 136). وقيل إن الله فرق أبناء نوح في الأرض من بابل وفيها تبلبلت الألسن، وصلة اسم بابل بهذه القصة من الناحية اللغوية أمر معروف (انظر سفر التكوين، الإصحاح 11، فقرة 9؛ ابن رسته، ص 108، المسعودى: كتاب التنبيه، ص 197، البكرى، المصدر المذكور آنفًا). ويقال إن بابل كانت مقام النمروذ بن كنعان وهو أول من ملك الأرض واستشار المنجمين وشق القنوات (انظر ابن خرداذبه ص 77، ابن الفقيه ص 199؛ الإصطخري، ص 101، 860، المسعودى: كتاب التنبيه ص 94، وص 105، 106 نقلا عن التوراة؛ مروج الذهب في مواضع متفرقة).
وكان إبراهيم في عهد النمروذ، ولد في حرّان وجاء به أبوه وهو صغير إلى أرض بابل وكان يسكنها لابان فعاش فيها ثم رحل عنها بعد أن تزوج فيها (انظر الطبري، جـ 1، ص 252 وما بعدها). وبالرغم من اختلاف هذه

الصفحة 1515