كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية (اسم الجزء: 5)

القصة عن رواية التوراة ينبغي أن نعدها من أصل يهودى، شأنها في ذلك شأن الروايات التي تتحدث عن تاريخ بابل في عهدها المتأخر.
وكانت بابل مقر بُخْت نصر الذي دمر بيت المقدس وقال اليهود أسارى إلى مدينته (انظر ابن الفقيه، ص 218, الطبري، جـ 1، ص 692، المسعودى: التنبيه، ص 105، 106، ياقوت، جـ 1، ص 448). وما روى عن مقتل بلشصر بن أولمرودخ بن بخت نصر على يد المقوقس الميدى يمكن أن يرد أيضًا إلى مصادر سريانية (الطبري، جـ 1، ص 216) وكثيرًا ما ترد أسماء النمروذ وبخت نصر وسنحاريب -وهي أسماء بابلية- في الكتب والأزياج (المسعودى: كتاب التنبيه، ص 105). وكان المسلمون يطلقون على أهل بابل القدماء تارة اسم الكلدانيين وتارة اسم الكنعانيين أو النبطيين (الإصطخري، ص 101؛ ياقوت، جـ 1 ص 447).
وكانت الأساطير الإيرانية أيضًا قبل الإسلام تربط بابل بتاريخ الأبطال الذين وردوا في تلك الأساطير الإيرانية والقصص الوارد في الكتاب المقدس، وكان جيومرت هو الذي بسط سلطانه من دنباوند إلى بابل، وقالوا إن جيومرت هو آدم (الطبري، جـ 1، ص 147).
ويقول الطبري (جـ 2، ص 171) إن أوشهنك بني مدينة بابل ومدينة الشوش وهو أول من قطع الشجر وبنى البناء. وقيل إن الذي بناهما هو طهمورث (¬1) (ابن الفقيه، ص 319؛ الطبري، جـ 1، ص 175 عن ابن هشام الكلبي؛ حمزة، ص 30، 29). وروى أن جمشيد كان ينتقل من دنباوند إلى بابل في يوم واحد كما كان ينتقل سليمان من بيت المقدس إلى تحت جمشيد في إصطخر (انظر الطبري، جـ 1، ص 180)، ويقول الأبستاق إن الضَحَاك عدو جمشيد كان يحكم بابل (الإصطخري، ص 860؛ ياقوت جـ 6، ص 448 نقلًا عن يزدجرد بن مهبنداز) وكان أفريدون يقيم في بابل أيضًا.
وممن ملك بابل من الدولة الكيانية كيكاوس ولهراسب وبشتاسب
¬__________
(¬1) عبارة الطبري هي: "وقال هشام بن محمَّد الكلبي فيما حدثت عنه: ذكر أهل العلم أن أول ملوك بابل طهمورث" طبعة الساسى، جـ 1، ص 86.

الصفحة 1516