كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية (اسم الجزء: 6)

ويقال إن أهل الموصل لم يوقّروا عاملا كما وقروا خالدًا، مع أنه لم يكن يلجأ إلى القسوة قلط في تأديبهم. ويذهب المسعودى (المروج، ج 6 ص 361) إلى أن أحدًا من أبنائه لم يضارعه في نبل خصاله.
ويذكر ابن خلكان أن ابنه يحيى توفي في الثالث من المحرم عام 190 هـ (التاسع والعشرين من نوفمبر عام 805 م) بالغًا من العمر السبعين أو الرابعة والسبعين، فيكون قد ولد بلا ريب عام 120 هـ (738 م) أو قبل ذلك ببضع سنين، وهو -على خلاف أبيه- لم يشتهر إلا بأنه كان عاملا ووزيرًا، فلم يرو عنه غزو أو فتح. وأهم ما خلفه من الأعمال قناة سيحان بالبصرة (الطبري، ج 3، ص 645، البلاذرى، ص 363). وعهد إليه الخليفة المهدي بتأديب ابنه هارون عام 161 هـ (777 - 778 م) وبعد عام 163 هـ (779 - 780 م) كان يحيى يشرف على ديوان الرسائل لولى العهد الذي استعمل على الغرب (أي جميع الولايات غربي الفرات) بما في ذلك أرمينية وآذربيجان وتعرضت حياته للخطر في الفترة القصيرة التي حكم فيها الخليفة الهادي، لاتصاله الوثيق بهارون الذي رغب خصومه في إرغامه على النزول عن حقه في ولاية العهد. ولكن ما كاد هذا يصل إلى الخلافة حتى استوزر يحيى، وكان لا يزال يدعوه "يا أبت"، وأعطاه سلطة لا حد لها. ومكث يحيى يحكم بمعاونة ولديه الفضل وجعفر سبعة عشر عامًا (786 - 803 م). أما ابناه الآخران موسى ومحمد فيندر أن يرد لهما ذكر.
وكان الفضل المولود عام 148 هـ (765 - 766 م) أكبر ابني يحيى وأعظم من أخيه شأنًا واستُعمل بين عامي 176 هـ (792 - 793 م) و 180 هـ (796 - 797 م) على الولايات التي كانت تشمل الجبال وطبرستان ودُنْباوَنْد وقومِس كما استعمل مدة من الزمن على أرمينية وآذربيجان وكذلك على خراسان من عام 178 هـ (794 - 795 م) إلى 179 هـ (795 - 796 م). ويقول اليعقوبى (تاريخه، ج 2، ص 516) إنه لم يوفق في حروبه في

الصفحة 1647