كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية (اسم الجزء: 6)

مبكرة، فلم يستطع إتمامه، فأكمل بعد وفاته ببضع سنين عام 524 هـ (1130 م)، وأقيمت في بغداد وفي غيرها من المدن عدة مدارس منها المدرسة النظامية التي أنشأها الوزير المشهور نظام الملك عام 457 هـ (1065 م) وسرعان ما ذاع صيتها وكانت في الجزء الجنوبي من الجانب الشرقي قريبة من ضفاف دجلة.
واشتهر الخليفتان المقتدى، وحكم من عام 467 إلى عام 487 هـ (1075 - 1094 م) والمستظهر، وحكم من عام 487 إلى عام 512 هـ (1094 - 1118 م) بشغفهما بإقامة العمائر، ففي أوائل حكم المستظهر بنى سورًا حول الجانب الشرقي لبغداد حيث يقيم الخلفاء، أي في الحى المعروف باسم الحريم وما جاوره من أحياء وهذا السور بأسره هو عين سور بغداد بصورته التي بقيت إلى وقت مدحت باشا في القرن الماضي. ويقول ابن حوقل (طبعة ده غويه، ص 164 تعليق، انظر، ابن الأثير، طبعة تورنبرغ، جـ 11، ص 260) إن الخليفة المستضئ، هو الذي بنى هذا السور عام 568 هـ (1173 م) ولو أن المستظهر هو الذي بدأ بنايته على التحقيق. ويقول ابن جبير الذي وصف هذا السور بعد ذلك ببضع سنين أي عام 581 هـ (1185 م)، إن لهذا السور أربعة أبواب نذكرها مبتدئين من الجانب الذي يلي دجلة ناحية الشمال:
(1) باب السلطان ويعرف الآن بباب المعَظَّم.
(2) باب الظفرَّية، ويعرف الآن بالباب الوسطانى.
(3) باب الحلْيَة، وهو الآن مسدود.
(4) باب البصلية، ويعرف الآن بالباب الشرقي، وقد أطلق عليه نيبور Neihuhr اسم قرا لق قابى (قرانلق قابى).
وساد بغداد السلام بصفة عامة في القرنين الأخيرين من العهد العباسى، وكانت الحرائق بطبيعة الحال تشب كثيرًا بين الحين والحين، كما حدث في عام 466 هـ (1074 م) 554 هـ (1159 م) و 614 هـ (1217 م) وغمرها الفيضان الخطر عدة مرات، ولم تكن

الصفحة 1718