كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية (اسم الجزء: 6)

تيمور على بغداد مرتين؛ الأولى عام 795 هـ (1392 - 1393 م) ولم يلحق المدينة هن فتحه ضرر جسيم. أما في المرة الثانية، عام 803 هـ، (1410 م) فقد ذُبح أهلها وخرب الكثير من المساكن والمنشآت العامة. ورجع السلطان أحمد الجلائرى إلى بغداد بعد وفاة تيمور عام 807 هـ (1405 م) وأصلح بقدر استطاعته الأسوار التي دمرها تيمور، ولم ينقض وقت طويل حتى قتله قره يوسف أمير القطيع الأسود من التركمان عام 813 هـ (1410 م) واستولى رجاله على المدينة، وظلت في حوزتهم إلى عام 872 هـ) (1467 - 1468 م) وهنالك انتزعها منهم تركمان القطيع الأبيض يقودهم أوزون حسن. وفي عام 914 هـ (1507 - 1508 م) غزا الشاه إسماعيل الصفوى بغداد وظلت في حوزة خلفائه إلى عام 941 هـ (1534 م). واستعاد الشاه طهماسب المدينة للصفويين من يد ذي الفقار عام 936 هـ (1530 م). وكان هذا الزعيم الكردى قد جعل الخطبة باسم السلطان سليمان الأول العثمانى أمدًا وجيزًا. وفي عام 941 هـ (1534 م) دخل السلطان سليمان الأول مدينة بغداد، وظل يحكمها منذ ذلك الوقت وال من قِبل الأتراك إلى أن طلب الثائر بكير صوباشى معونة الشاه عباس الأول الصفوى فاستولى هذا على المدينة عام 1033 هـ (1623 م)، ولم يكن الترك عازمين بحال من الأحوال على ترك المدينة، فاستعادوها عام 1048 هـ (1638 م) بقيادة السلطان مراد الرابع نفسه. وسد مراد بهذه المناسبة باب الطلسم، ورمم عدة أضرحة مثل ضريح أبي حنيفة في قرية المعظم الحديثة على الشاطئ الشرقي لدجلة شمالي بغداد، وضريح عبد القادر الجيلانى بداخلها. وفي هذا العهد هبطت بغداد إلى الدرك الأسفل، ويقول تافرنييه Tavemiei عام 1652 إن سكانها في ذلك الحين بلغوا 14.000 نسمة فقط.
وأضحت بغداد من جديد قصبة ولاية تركية يحكمها هي والبصرة وال واحد في بعض الأحيان، وقد زودنا كل من نيبور وإيوارببيان بأسماء هؤلاء

الصفحة 1721