كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية (اسم الجزء: 2)

(750 - 751 م) حين سخطوا إذ رأوا أنفسهم بعد أن أيدوا قضية الثورة قد حرموا ثمرتها، وأخمد والى خراسان أبو مسلم فتنة باسم العلويين فى بخارى.
وبهذا الأسلوب استؤصلت شافة عناصر المقاومة الرئيسية بعد تولى العباسيين للخلافة، ونعنى بها الأمويين وكذلك خصوم العلويين السابقين. على أن العباسيين أرادوا أن يذهبوا إلى مدى أبعد من ذلك، فيستأصلوا شافة قادتهم هم سياسيين وحربيين ممن بلغوا فى السلطة شأنًا عظيمًا وأخذ عليهم التمرد سواء بالحق أو بالباطل. وبالتآمر مع أبى مسلم أقصى أبو سلَمَة وسليمان ابن كثير. وبعد هذا جاء دور أبى مسلم، وقد فشلت أولى المحاولات ضده، وكانت تتصل بتمرد زياد بن صالح فيما وراء النهر سنة 135 هـ (753 - 752) وكانت الثانية بعد وفاة أبى العباس مباشرة، دبرها موففا خلفه الخليفة المنصور.
ومات أبو العباس فى الأنبار، وكان اتخذها مقرًا له فى ذى الحجة سنة 136 هـ (يونية سنة 754 م). ومن العسير أن نصدر حكمًا على شخصيته, ذلك أننا لا نعرف على وجه اليقين نصيبه الشخصى فى الحوادث التى وقعت مدة خلافته القصيرة. ولكن المحقق أنه خلال حكمه لم تنتقل الحركة العباسية من طور الثورة إلى طور الشرعية فحسب بل هى قد مكنت لنفسها أيضا، كما ظهرت أولى الدلائل على ذلك السلطان السياسى والاقتصادى الذى دعمته خلافة المنصور.
المصادر:
(1) الدينورى ت الأخبار الطوال، طبعة Guirgass.
(2) اليعقوبى، الفهرس.
(3) الطبرى، الفهرس.
(4) المسعودى: المروج، الفهرس.
(5) Orientalische Skiz-: Th. Noldeke zen ص 118 - 121.
(6) Das Arabisch: J. Wellhausen Reich ص 338 - 352.
(7) وانظر عن لقبه "السفَّاح" H. F. On the Meaning of the Laqab: Amedroz

الصفحة 368