كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية (اسم الجزء: 16)

(1738 م) لم يجد بدا من الفرار إلى المغرب، ولجأ إلى تونس، وفيها تخرج على عدد من الشيوخ، وقد أقنعوه بعد عامين بالعودة إلى مسقط رأسه، وأوصوا به مولاى الطيب شيخ زاوية وزان، فبلغها عام 1153 هـ (1740 م) وبعثه مولاى الطيب إلى فاس، فأقام فيها حيث درس التصوف على أبي عبد الله جسوس، ثم انضم إلى طريقة أبي المحامد سيدى العربي بن أحمد بن عبد الله بن معن الأندلسى، وكان يدعو إلى مذهب الشاذلى، وظل عليّ من أتباعه نيفا وست عشرة سنة، فلما مات سيدى العربي خلفه عليّ وشيد زاوية في فاس في الموضع المعروف باسم "همت الرميلة" وكانت سنه عندما أدركته الوفاة عام 1193 هـ الخامسة بعد المائة في قول البعض. ويقول آخرون إنه مات عام 1194 هـ, في حين يذهب غيرهم إلى أنه مات عام (1779 - 1780 م) ودفن بزاويته. وقد اجتمع حوله تلاميذ كثيرون أشهرهم مولاى العربي الدرقاوى الذي عرفت الطريقة باسمه.
أما أبو حامد مولاى العربي بن أحمد ابن الحسين بن محمد بن يوسف بن أحمد، فكان شريفا إدريسيا من أشراف الدرقاوى الذين أقاموا بين بنى زرول المراكشيين، وقد نسب هؤلاء الأشراف إلى جدهم يوسف بن جنون الذي يكنى بـ "أبي درقى (¬1) " (أي صاحب الترس من جلود) وقد ولد مولاى العربي بعد عام 1150 هـ (1737 م) وتوفي عام 1239 هـ (1823 م) بين بنى زرول في زاويته "بوبريح".
وقد دعاه شيخه على بن عبد الرحمن الجمل إلى الزهادة في متاع الدنيا واحتقار الغنى والسلطان، والإقبال على موارد التصوف الصافية بعامة ومذهب الشاذلى بخاصة. وتتصل شجرة نسبه بالشاذلى عن طريق:
1 - سيدى العربي بن أحمد بن عبد الله بن معن الأندلسى.
2 - سيدى العربي بن أحمد بن عبد الله، وهو أبو المتقدم ذكره.
3 - سيدى أحمد اليمنى.
4 - سيدى قاسم الخصصى.
5 - أبي المحاسن يوسف الفاسى وغيرهم.
¬__________
(¬1) هكذا في الأصل وصحتها الدرقة وهي الترس من جلود.

الصفحة 4880