كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية (اسم الجزء: 19)

مع الروم وبلغره وإبسالا (Kypsele) وبلير (Bulair) وتكفو رداغ (Rodosto) وغيرها. وواضح أن القصة البوزنطية التى تذهب إلى أن زلزالًا دمر الأسوار وترك القلعة محشوفة هى محاولة لإخفاء نتائج السياسة اليونانية الوبيلة.
واتخذ سليمان بلير مقرًا له، وشيد فيها مسجدًا وقصرًا، وأقام أيضًا مساجد فى بروسه وإزنيق. غير أن الموت فاجأ سليمان سنة 760 هـ (1359 م) قبل أن يقوم بتنفيذ مشروعاته الأخرى الشاملة لفتح الرومللى، إذ بينما هو يصطاد بالباز قرب بلير كبا جواده وجرح سليمان جرحًا مميتًا (نشرى: جهاتما؛ كاتب جلبى: تقويم التواريخ، الآستانة 1146 هـ، ص 94، وقد جاء فيه أن ذلك كان عام 760، على حين ذكر الإخبارى المجهول الاسم، طبعة Giese and Leunclavius أنه كان عام 759. وقد ذكر عثمان زاده تائب أحمد: حديقة الوزراء، الآستانة سنة 1271، ص 5، أن هذه الواقعة حدثت سنة 761).
ودفن سليمان فى بلير تحقيقًا لرغبة أبداها فى حياته، وهو بذلك أول أمير عثمانى دفن فى أرض أوربية، وفى ذلك دليل على العزم الأكيد على عدم التخلى مرة أخرى عن الأرض الجديدة المكتسبة. ووجود قبره هناك جعل فكرة الرجوع إلى آسية الصغرى، وهى الفكرة التى نبتت فى أذهان كثير من زملائه فى الجهاد عقب وفاته مباشرة، أمرًا مستحيلًا. وقد أفلح الترك فى صلاة هجمات الجيوش المسيحية المتحدة.
وأصبح قبر سليمان مزارًا يحل فى شغاف قلب الشعب التركى، فقد كان، ولا يزال، من الأماكن المقدسة التى يحجون إليها، وهى حقيقة وجدت لها صدى خاصًا عندما دفن فى بلير الزعيم الوطنى لحركة التحرير التركية نامق كمال. ويوجد قبر ابنة سليمان فى آق شهر (أحمد توحيد فى Revue Historique الآستانة سنة 1907، رقم 44، ص 106).

المصادر:
علاوة على المصادر الواردة فى من المقال:
(1) نشرى: جهاتما، مخطوطات منه فى فينا والآستانة: جامع بايزيد، مكتبة

الصفحة 5831