كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية (اسم الجزء: 19)

سليمان مولاى أبو الربيع
ابن محمد: سلطان من سلاطين مراكش العلويين، حكم من رجب عام 1206 (مارس سنة 1792) إلى 13 ربيع الأول عام 1238 (28 نوفمبر سنة 1822)، وهو ابن السلطان محمد بن عبد اللَّه بن إسماعيل، وأمه سيده حرة من قبيلة أحلاف العربية. وقد قضى سليمان شبابه فى سجلماسة حيث توفر على الدرس ولم يشترك بنصيب فى السياسة. وعندما انتقلت السلطنة إلى أخيه يزيد بعد وفاة أبيه فى رجب عام 1204 (مارس - إبريل سنة 1790) أقبل سليمان من تافيلالت فى حماية قبائل الصحراء العربية والبربرية ليأخذ له أفرادها البيعة من أهل سجلماسة. وقد عمت الفوضى مراكش (فى نهاية جمادى الآخرة عام 1206 = فبراير عام 1792) وهو يقاتل أخًا من إخوته كان قد انتقض عليه، ويدعى مولاى هشاما.
وظل أهل الحوز بمراكش على ولائهم لمولاى هشام، أما أهل الهبط والجبل فقد نادوا بمولاى مسلمة أخى مولاى يزيد من أمه. ونادى أهل فاس والقبائل الضاربة حول قصبة البلاد، والعبيد، والودايا، والبربر، بمولاى سليمان الذى امتاز بعلمه وورعه.
وسرعان ما انضم إليهم من بعد عبيد مكناس وبربر الإقليم وتلقى السلطان الجديد يمين الولاء فى ضريح مولاى إدريس فى السابع عشر من رجب عام 1206 (12 مارس عام 1792)، ثم بايعه بنو حسن وقبائل الغرب الأخرى وكذلك أهل سلا ورباط الفتح.
وما إن نودى بمولاى سليمان حتى خرج لقتال أخيه ومنافسه مولاى مسلمة وسرعان ما حلت الهزيمة بمسلمة، فرحل إلى المشرق وعاش فيه. وفى نهاية عام 1206 هـ (1792 م) قام سليمان بحملة خائبة أراد بها تأديب عرب آنفاد وهى قبيلة عربية تعيش حول وجدة كانت تنهب القوافل ووفود الحجيج. على أن مولاى هشاما كان لا يزال صاحب الغلبة فى الحوز بمراكش، وفى نهاية عام 1207 هـ (1793 م) أنفذ مولاى سليمان أخاه مولاى الطيب لقتال الشاوية ولكنه

الصفحة 5850