كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية (اسم الجزء: 19)

وحدثت الحملة غير الموفقة على قبائل البربر فى آيت ومالوا عام 1215 هـ (1800 - 1801 م)، وحملته على بلاد درعة فى عام 1216 هـ (1801 - 1802 م) وحملة على الريف فى عام 1217 هـ (1802 - 1803 م) لجمع الضرائب وحدثت فهى عام 1218 هـ (1803 - 1804) الحملة على إيت إدراسن فى جبال أطلس الوسطى وعلى قبائل الصحراء (تُدْغة، وفركلة، وغرَيس، تافيلالت).
وبلغت قوة مولاى سليمان أوجها آنئذ، ونعمت مراكش بالسلام والرخاء عدة سنوات. على أن هذه الفترة لم قدم للأسف طويلًا، إذ اضطر السلطان إلى قضاء السنوات الأخيرة من حكمه يشن الحملات كل سنة تقريبًا. ففى عام 1222 هـ (1807 - 1808 م) كانت هناك حملة على تادلا وكراره. وقامت سنة 1223 هـ (1808 - 1809) حملة جديدة على آيت ومالوا أجبرتها على أداء الجزية. وقامت سنة 1224 هـ (1809 - 1810 م) حملة على تادلا وآيت يسرى وحملة أخرى سنة 1225 هـ (1810 - 1811 م) على الريف.
وسرعان ما تغيرت الحال بعد ذلك، فإن ثورة البربر القومية فى أطلس الوسطى، تلك الثورة التى أثارها عسف السلطة المركزية المستعربة، قد عرضت الإمبراطورية للخطر، وجرت مراكش إلى حافة الفوضى. ففى عام 1226 هـ (1811 - 1821) ثارت كروان وآيت ومالوا بزعامة مهاوش وحلت الهزيمة بالحملة الأولى التى أنفذت لإخضاعها عند آصروا وأنفذ السلطان سنة 1227 هـ (1812 - 1813) حملة إلى الريف لتأديب عدة قبائل شرقية، وخاصة القلعية الذين كانوا يبيعون القمح للنصارى رغم تحريم السلطان ذلك. وقد كللت هذه الحملة بالنجاح وإن لم تأت بنتائج دائمة ومن ثم خرج السلطان فى العام التالى 1228 هـ (1813 - 1814 م) إلى الريف وفى صحبته جند من العرب ومن بنى مالك ومن سفيان وأعمل السيف والنار فى الريف. وخرجت فى عام 1230 هـ (1814 - 1815 م) حملته إلى إقليم مراكش لتأديب قبائل دكّالة وعبدة والشياظمة المشاغبة. وأرسل السلطان فى عام 1231 هـ (1815 - 1816 م)

الصفحة 5852