كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية (اسم الجزء: 19)

متناول البيهقى، وقد عرف أيضًا باسم "المختصر الكبير والمنثورات".
وقد بقى أيضًا كتاب يقرر فيه الشافعى عقيدته وعنوانه "كتاب وصية الشافعى" (ذكره ياقوت ونشره Kern فى Mitteilungen des Sem. fur oriental, Sprachen Westasiat. Studien، سنة 1910 م) أما "كتاب الفقه الأكبر" (القاهرة 1324 هـ الخ) فرسالة صغيرة فى عقائد عهد الأشعرى. وللشافعى قصائد قليلة تشهد بتمكنه من اللغة (المسعودى: المروج، جـ 8، ص 66؛ ابن خلكان جـ 1، ص 448؛ العسقلانى ص 73 وما بعدها).
وكانت الحاضرتان الكبيرتان اللتان شهدتا نشاطه فى التدريس هما بغداد والقاهرة. وكان أهم تلاميذه: المزنى (توفى سنة 264 هـ) والبويطى (توفى 231 هـ) والربيع بن سليمان المرادى (توفى سنة 270 هـ)؛ والزعفرانى (توفى سنة 2600 هـ)؛ وأبا ثور (توفى سنة 240 هـ)، والحميدى (توفى سنة 219) وأحمد بن حنبل (توفى سنة 241 هـ)؛ والكرابيسى (توفى سنة 248 هـ) وغيرهم وقد اجتذب الشافعية من هاتين الحاضرتين أثناء القرنين الثالث والرابع الهجريين (التاسع والعاشر الميلاديين) أنصارًا تزايد عددهم شيئًا فشيئا, ولو أن مركزهم تحرج أول الأمر فى بغداد لأنها كانت معقل أهل الرأى فأصبحت مكة والمدينة فى القرن الرابع الهجرى (العاشر الميلادى) معقلى الشافعية الأكبرين بعد مصر.
وما إن حلت خاتمة القرن الثالث الهجرى (بداية القرن العاشر الميلادى). حتى أخذوا ينازعون مكانة الأوزاعية فى الشام بنجاح. وغدا منصب قاضى دمشق وقفًا عليهم منذ أيام أبى زرعة فصاعدًا (302 هـ = 915 م) واستأثروا فى عهد المقدسى بالقضاء فى الشام وكرمان وبخارى والجزء الأكبر من خراسان لا يشاركهم فيه مشارك. وكان لهم أيضًا سلطان كبير فى شمالى الجزيرة (آقور) وفى بلاد الديلم (كانت مصر قبيل ذلك قد اعتنقت مذهب الشيعة) وفى القرنين الخامس والسادس الهجريين (الحادى عشر والثانى عشر الميلاديين) كانوا يقتتلون فى الشوارع هم والحنابلة فى بغداد، وهم والحنفية فى إصفهان. على أنهم اجتذبوا أمراء الأسرة الغورية إلى صفوفهم Versp: Snouck. Hurgronje Geschr, جـ 2، ص 306). ثم عادوا

الصفحة 6082