كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية (اسم الجزء: 19)

فغلبوا على سائر المذاهب فى مصر على عهد صلاح الدين (564 هـ = 1169 م). فلما حلت سنة 664 هـ (1266 م) أقام الملك الظاهر بيبرس قاضيا حنفيا وقاضيا مالكيا إلى جانب القاضى الشافعى (انظر السبكى، جـ 5 ص 134). وفى القرون الأخيرة التى سبقت ظهور العثمانيين أصبح للشافعية السلطان المطلق فى بلاد الإسلام الوسطى بل إن الإمام الشافعى المذهب كان فى عهد ابن جبير نفسه (الرحلة ص 102) يؤم المصلين فى مكة، ولم يستبدل الحنفية بالشافعية إلا أيام سلاطين آل عثمان فى مستهل القرن العاشر الهجرى (السادس عشر الميلادى)، وكان هؤلاء الأحناف يرسلون من الآستانة ليتولوا مناصب القضاء على حين أنهم فقدوا مناصبهم فى آسية الوسطى بظهور الدولة الصفوية (1501 م) وحل محلهم الشيعة. ومهما يكن من شئ فإن الناس فى مصر والشام والحجاز كانوا يتبعون المذهب الشافعى (Versr. Geschr.: Snouk Hurgronje, جـ 2 ص 378/ 379) ولا تزال تعاليم الشافعى تدرس اليوم بحماسة فى الجامع الأزهر، ولا يزال لها الغلبة أيضًا فى جنوبى بلاد العرب والبحرين وشبه جزيرة الملايو وإفريقية الشرقية الألمانية سابقًا، وداغستان وبعض أنحاء آسية الوسطى.
من أئمة الشافعية المشهورين: المحدث النسائى (توفى سنة 303 هـ = 915 م) والأشعرى (توفى سنة 324 هـ = 935 م)؛ والماوردى (توفى سنة 450 هـ = 1058 م) والشيرازى (توفى سنة 476 هـ = 1083 م)؛ وإمام الحرمين (توفى سنة 478 هـ = 1085 م)؛ والغزالى (توفى سنة 505 هـ = 1111 م)؛ والرافعى (توفى سنة 623 هـ = 1226 م)؛ والنووى (توفى سنة 676 هـ = 1277 م) وغيرهم. (انظر فى شأنهم المواد التى أفردت لكل منهم فى هذه الدائرة، Geschr.Verspr: Snouck Hurgronje جـ 4، ص 105)
وقد تناول الفقه الإسلامى على مذهب الشافعى: L.W.C. van den Berg: De beginselen van het Mohammed recht (الطبعة الثالثة، باتافيا 1883 م: وانظر فيما يتعلق بذلك Snouck Hurgronje: Verspsr. Geschr, جـ 2، ص 59 - 221)؛ والترجمة الفرنسية بقلم R, de

الصفحة 6083