كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية (اسم الجزء: 3)

إريتريا
مستعمرة إيطالية يمكننا تقسيم سكانها ثلاثة أقسام: قسم من البدو، وقسم من الحضر، وقسم بين بين. وقد تكون فى القبيلة الواحدة طائفة من البدو وأخرى من الحضر وثالثة بين أولئك وهؤلاء. وتذهب رواية يعتقد الرأي الغالب بصحتها إلى أن أول من استوطن هذا الصقع قبائل ثمان وقدت عليه الواحدة بعد الأخرى، ولكننا لا نعرف شيئًا محدداً موثوقا به عن أصل هذه القبائل أو ترتيب نزوحها، على أنه يتضح من هذه الرواية أن إريتريا كانت آهلة بالسكان دائمًا، وأن هؤلاء السكان كانوا عرضة للتحول من البداوة إلى الحضارة، ومن الرعى إلى الزراعة. هذا فى السلم، أما فى الحرب فإن التحول لا يصدر عن نظام أو تدرج وإنما هو أقرب إلى الفوضى والإضطراب اللذين يظلان عدة قرون، وهكذا تقوم بمرور الزمن مراكز جديدة فى أنحاء جديدة تندمج شيئًا فشيئاً فى الجماعات التى يتفاوت نصيبها من الاستقرار.
ومعظم سكان إريتريا فى الوقت الحالي من الجنس الحامى الذى كان يظهر بأوضح مميزاته وخصائصه أيام الحضارة المصرية القديمة فى بقاع متعددة من المنطقة التى تكوّن الآن هذه المستعمرة الإيطالية. بيد أن هذا النقاء الجنسى تأثر كثيراً بالأسباب والدوافع التى أشرنا إليها. ومهما يكن من شئ فإن عدد القبائل الثمان -كما تذهب
¬__________
(*) يبلغ عدد السكان: ... ر .. 2 ر 3 نفس. الكثافة: 70 فى الميل المربع. الأعراق: التجرانيون Tegraus 50 % التجرى والكوناما - Tigre & Kuna ma 40 % عفار 4 %. اللغة: 7 لغات محلية. الديانة: الغالبية مسلمون وهناك مسيحيون. الحكم: بعد الاستقلال تولى إيسياس أفورقى المولود سنة 1945 م الحكم فى 24 مايو سنة 1993 م.
وكانت إريتريا جزءًا من مملكة أكسوم الأثيوبية، ثم أصبحت مستعمرة إيطالية فى الفترة من 1890 إلى 1941 م ثم استولت عليها بريطانيا. وبعد فترة من الحكم البريطانى بإشراف الأمم المتحدة عادت إريتريا كجزء من اتحاد فيدرالى مع أثيوبيا سنة 1952 وفى 1962 م أعلنت أثيوبيا ضمها ضماً نهائيًا إليها (كمديرية أو ولاية) وأدى هذا إلى ثورات دامية استمرت 31 سنة طالب خلالها الاريتريون بالاستقلال. فتم إعلان إريتريا دولة مستقلة فى 24 مايو 1993 م.
د. عبد الرحمن الشيخ

الصفحة 613