كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية (اسم الجزء: 21)

صفى الدين عبد المؤمن
ابن يوسف بن فاخر الأرموى البغدادى: من أشهر كتاب العرب فى نظرية الموسيقى (أطلق على صفى الدين فى "نشرة بأسماء كتب الموسيقى"، دار الكتب المصرية، القاهرة 1932: عبد المؤمن بن أبى المفاخر؛ انظر Collangettes فى A.J، نوفمبر - ديسمبر 1904. ص 838، Introduction to the History of Science: Sarton المجلد 2 جـ 2، ص 1034)، وقد وفدت أسرته من أرمية، إلا أنه ولد فيما يظهر ببغداد وتعلم فيها. وفى السنة الأخيرة من حكم المستعصم آخر الخلفاء العباسيين، كان صفى الدين مغنيًا له ونديما، وكان أيضا من أمناء المكتبات والنساخ، فقد عهد إليه بخزانة المكتبة التى أنشأها الخليفة فى قصره. ويقرر ابن تغرى بردى أنه لم يضارعه أحد فى الموسيقى منذ أيام إسحاق الموصلى. أما فى الخط فقد زعم أنه يضارع ياقوت وابن مقلة. وكان الراتب الذى خصه به الخليفة 50.000 دينار. وروى حاجى خليفة. (جـ 2، ص 413) قصة عنه نقلها من كتاب حبيب السير (المجلد الثالث جـ 1، ص 61) هى أنه لما نهب هولاكو بغداد سنة 1258 م استطاع صفى الدين بفضل شهرته فى الموسيقى، أن يصل إلى الفاتح المغولى، ويطربه بعزفه على العود، فكان ذلك سببًا فى خلاصه هو وأسرته. ثم دخل فى خدمة هولاكو، وأجرى عليه هولاكو راتبًا قدره 10.000 دينار من دخل بغداد؛ وظل هناك يعمل مؤدبًا لابنى الوزير المغولى صاحب الديوان شمس الدين الجوينى، وقد أصبح هذان الأميران الشابان، وهما بهاء الدين محمد المتوفى سنة 1279 م، وشرف الدين هارون المتوفى سنة 1286 م، من رعاة الفن والأدب المتحمسين (Hist. des Mongols: d'Ohsson, جـ 4، ص 11 - 12. Persian Literature under Tatar Dominion: Browne، ص 21). وكان شرف الدين هارون هو الأمير الذى كتب له صفى الدين رسالته المشهورة فى الموسيقى المسماة "رسالة الشرفية فى النسب التآلفية" (يقول بروكلمان Gescrh. d. Arab. Lit: Brockelmann، جـ 1، ص 486، إنها كتبت حوالى سنة 1252 م. ويجعل

الصفحة 6536