كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية (اسم الجزء: 3)

تأتى بمعنى الدخول فى شئ كأصبح بمعنى دخل فى الصباح، وأقحط: دخل فى القحط، وأعرق دخل فى العراق. وأما المتعدى فصيغة أفعل فيه للتعدية وهى تصيير الفاعل قبل دخول الهمزة مفعولا، فأسلم الشيء لفلان منقول بالهمزة عن سلم الشيء لفلان خلص له من غير منازع كسلمه له تسليما المنقول بالتضعيف، وحقيقة معناه أخلصه له وجعله له سالماً.
ولفظ "إسلام" مصدر أسلم لازماً كان أو متعدياً، فهو صالح للدلالة على كل ما يدل عليه الفعل من المعانى السالفة.
هذه هى جملة المعانى اللغوية لمادة "سلم" وما تفرع عنها، وقد ورد فى القرآن الكريم استعمال كثير من صيغ هذه المادة فى معانيها اللغوية:
فورد معنى الخلوص والبراءة من الشوائب الظاهرة والباطنة فى الآية 71 من السورة 2 - البقرة مدنية، وفى الآية 89 س 26 - الشعراء مكية، وورد فى غير هاتين الآيتين أيضاً.
وجاء معنى الصلح فى مثل الآية 35 سورة 47 - محمد مدنية، والآية 61 س 8 - الأنفال مدنية.
واستعمل القرآن الكريم بعض صيغ هذه المادة فى معنى الانقياد والخضوع كما فى الآية 26 س 37 - الصافات مكية.
2 - على أن القرآن الكريم استعمل لفظ "إسلام" وفعله والوصف منه فى معنى شرعى خاص.
وقد اختلفوا فى هذا المعنى الشرعى على مذاهب ثلاثة:
1 - قال قائلون إن الإسلام هو الإيمان. والإيمان باتفاق أهل العلم من اللغويين وغيرهم التصديق كما فى لسان العرب، وذهب هذا المذهب الفخر الرازى فى تفسيره عند آية {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} الإسلام" مستدلا عليه.
ب - قال آخرون إن لفظ "إسلام" يطلق فى لسان الشرع على معنيين: أحدهما الإيمان، والثانى معنى أعم من الإيمان وهو الانقياد بالقلب أو بالظاهر.
وقد نقل هذا المذهب النووى فى شرحه على صحيح مسلم، عن الخطابى.

الصفحة 747