كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية (اسم الجزء: 3)

مقابلة الكفر. وقد قوبل الإسلام وما يشتق منه فى القرآن الكريم بالكفر كما فى هذه الآية وى 80، س 3 - آل عمران مدنية وى 2، س 15 - الحجر مكية، وبالشرك فى آيات عديدة منها ى 67، س 3 - آل عمران ى 14، س 6 - الأنعام مكية، ثم ى 17، س 49 - الحجرات مدنية، وهى من الآيات التى ذكرها كتاب "حجج القرآن" فى حجج القائلين بأن الإيمان والإسلام واحد، وى 19، س 3، ى 85، س 3، ى 3 س 5. وقد بين الزمخشرى وغيره من المفكرين فى تفسير هذه الآيات أن الإسلام فيها هو التوحيد وإسلام الوجه لله. وذلك يقتضى أن لفظ "إسلام" لم يرد فى القرآن الكريم إلا مستعملا فى معناه الشرعى مرادفا للإيمان.
ثالثها: أن القرآن الكريم سمى أتباع دين محمد [- صلى الله عليه وسلم -] "الذين آمنوا" فى آيات، منها ى 62، س 2 - البقرة مدنية، ى 69، س 5 - المائدة مدنية، ى 17 س 2 - الحج مدنية، كما سماهم "المسلمين" فى آيات، منها ى 78، س 22 - الحج مدنية، ى 102 س 2 مدنية. وفى ذلك إشعار بأن معنى الإيمان والإِسلام متفق غير مختلف.
6 - وإذا كات الإسلام فى عرف القرآن الكريم هو القواعد الأصولية التى يجب الإيمان بها والتى جمعها القرآن الكريم كاملة بحيث يعرف الإسلام بأنه هو ما أوحاه الله إلى نبيه محمد [- صلى الله عليه وسلم -] فى القرآن الكريم وأمره بتبيينه للناس كما تشير إليه ى 44، س 16 - النحل مكية، فقد تطور استعمال لفظ "الإسلام" إلى ما يشمل الأصول الاعتقادية والفروع العملية، وتطور استعمال لفظ الدين كذلك. فأصبح تعريف الدين عن المسلمين هو: "وضع إلهى سائق لذوى العقول باختيارهم إياه إلى الصلاح فى الحال والفلاح فى المآل" وهذا يشمل العقائد والأعمال. (كشاف اصطلاحات الفنون).
ومع هذا التطور فقد بقيت بين المسلمين آثار العرف الشرعى إلى اليوم.
فهم يقسمون الدين إلى فروع وأصول، باعتباره منقسما إلى معرفة هى الأصل وطاعة هى الفرع.
ويقولون إن العقائد يقينية، فلا بد أن تكون ثابتة بطريق دينى يقينى قطعى وهو القرآن الكريم وحده، إذ هو المقطوع به وحده فى الجملة والتفصيل.

الصفحة 751